السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٤ مساءً

أشباه الأكاديميين في بلدي!!!

د . عبد الملك الضرعي
الاربعاء ، ٢٠ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
للأكاديمي معاني كبيرة لدى مختلف شرائح المجتمع ، فهو صاحب العقل الراشد والكلمة الحقة والرأي الراجح والمدافع الشرس عن النظام والقانون والعدالة والحياة المدنية...إلخ ، أما في بلدي فمع وجود بعض هذه النماذج إلا أنها نادرة ، فمن المؤسف أن في بلدي نماذج أخرى من الأكاديميين يعجز الإنسان عن وصفهم بالأكاديميين لذا فهم أشباه أكاديميين تنطبق عليهم الموصفات التالية:

أولاً/ لايحترم القانون فإن تولى منصباً كان مجتهداً في إختراق القانون ، مستغلاً المجالس التي تدعي العلمية لاختراق القانون ، فإن حاججته وقلت له نص القانون كذا قال لك(سيبك من القانون الناس كلهم لاينفذون القانون!!!)عجيب هل هذا أكاديمي ، وإذا ما بحثت عن سبب إختراقه للقانون ستجده إرتكب ذلك الجرم لمصلحة قد تبلغ أحياناً من الصغر حد عمل معروف لشخص قابله في إحدى ممرات الجامعة أو على وسيلة نقل عامة أي مجاملة على الماشي.

ثانياً/ إذا ما أوكل إليه تدريس مادة في جامعة حكومية غاب عن تدريسها لعدة محاضرات وكان حريصاً على محاضرات الجامعة الخاصة ، فإن عاتبه رئيس قسمه مجرد عتاب أشتد غضباً قائلاً أنا أكاديمي لايجوز لومي ولا مراقبتي وأقام الدنيا وما أقعدها!!!وهو يتجاهل تماماً متاعب وخسائر مئات الطلاب الذين يأتون إلى المحاضرة ولايجدون أستاذهم المبجل ، فهو يعتقد أن راتب يفوق الألف دولار واجب على الحكومة تقديمه له بدون مقابل!!!

ثالثاً/إذا ما أعد إختباراً وصححه تراه متهاوناً بلا حدود فربما تجد غالبية الطلاب لديه يحصلون على تقديرإمتياز ، فإذا ما أجريت مقارنة لنتائجه ببقية الزملاء وجدت فارقاً كبيراً في متوسط التقديرات ، وإذا ماتفحصت دفاتر إجابات أولئك الطلاب وجدت بعضهم لايجيد القراءة والكتابة على الرغم من كونه طالب في المرحلة الجامعية ، فإذا سئلته عن سبب ذلك أجابك مساكين خليهم يخلصوا والأوضاع هذه الأيام صعبة وو...إلخ، فإذا زد وجادلته مثلاً كأن تقول له هذه جريمة هذا الطالب سيكون طبيباً فاشلاً أو مدرساً فاشلاً أو مهندساً فاشلاً فأنت تدمر مستقبل وطنك ، يجيبك ببرود أصلاً الدولة ماتوظفهم إلا بعد عقود من الزمن!!!مثل هؤلاء طبعاً دمروا التعليم الجامعي ودمروا مستقبل الوطن.

رابعاً/ وإذا ماكان كُلف بمسئولية عليا في جامعته سخَّر مجالسها العلمية لخدمته وخدمة طموحاته السياسية والإدارية والاجتماعية ، فتخرج تلك المجالس بقرارات مشوهة تنتهك النظام والقانون ، وإن أحد إعترض قيل هذا قرار مجلس علمي ، فإي علم في هذه المجالس التي أصبح بعضها أدوات تشرع وتقنن الفساد ، ومن المؤسف أن بعض أعضاء هذه المجالس يفتقدون إلى أبسط مقومات الثقافة القانونية المتصلة بمهنتهم ، فيُسخَّروا لإقرار بعض القضايا وهم لايعرفون تبعاتها القانونية ، فهل أعضاء هذه المجالس من صناع الفساد اكاديميون!!!دون شك لالالا.

ما سبق يمثل جانباً من سلوك أشباه الأكاديميين سواء في جامعاتنا أو في مؤسسات الدولة الأخرى ، فهؤلاء أشد خطراً على التنمية والتحديث من أكثر المواطنين أمية ، فأحدهم يرتكب الأخطاء الجسمية مصراً على فعلته مدعياً أن تصرفه علمي ، وأن من أصدروا تلك القرارات علماء قراراتهم غير قابلة للطعن ولو بالقانون ، بينما الأمي يقر بأميته فإن قلت له القانون كذا وكذا كان أكثر إلتزاماً به بل قد تجده يكرر لك وهل نريد غير الشرع والقانون .

أخيراً نقول للأكاديميين إنكم تحملون رسالة العلم والقانون والنظام والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، فأنتم النخبة الاجتماعية وبكم تنهض الأوطان ، فمن لم يدرك ذلك منكم نأمل أن لايقترب من العمل التدريسي والأكاديمي في الجامعات ، وعليه أن يبحث عن عمل آخر لايمس مستقبل الأجيال القادمة ، وندعوا الحكومة لإعادة النظر في منح المزايا المالية لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية ، وأن يكون منح الدرجة المالية مرتبط بشكل مباشر بالإجراءات القانونية للتعيين في الجامعات الحكومية ومن ذلك الإعلان والمفاضلة عند التعيينات الأكاديمية أما مايجري اليوم فليس للقانون فيه نصيب، ذلك الإجراء سيحمي مرافقنا التعليمية من غثائية أشباه الأكاديميين.