السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٨ صباحاً

ثورة فبراير خلف القضبان

عبدالرحمن صادق الوحش
الجمعة ، ٢٢ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
الساسة وتجار الثورة يحاولون جاهدين الإنسحاب من الساحات والتخلي عن أعباء الثورة مع الحفاظ على ماء الوجه بعد أن قضوا منها وطرا ، ويبقى العائق الأساسي أمامهم هو من سيملأ الفراغ الذي سيخلفونه بعدهم ، وهذا هو ما يسمونه بـ ( الثورات المضادة ) فالحوثيون على سبيل المثال يبدون إستعدادهم الكامل للحلول محل سابقيهم بعد فطامهم مع أنهم لم يكملوا العامين بعد. عندما أحس الساسة بأنهم سيخسرون أكثر مما رضعوه من الثورة بكثير لأن الثورة التي أسقطت ( هُبل ) اليمن من السهل عليها أن تجتثهم من الأرض إجتثاثاً , لذلك أعادوا ترتيب أوراقهم حتى لا تخرج الثورة من تحت أيديهم ، لأن الثورة لو تحررت فعلاً لفعلت الأفاعيل ولغيرت مجرى الأمور , ولكن لله في خلقه شئون .

المهم أن الساسة أعدوا عدتهم فهم متخصصون في فن التلاعب على الشعوب فهم مضطرون لرفع الساحات نتيجة للضغوط الدولية التي تمارس عليهم وقد أكدت لهم التجربة أنهم لو حاولوا الانسحاب تدريجياً كما كانوا مخططين لذلك عبر رفع الدعم المادي والمعنوي، والذي بدوره سيرغم الثوار على ترك الساحات ،ولكن هذا لن يجدي نفعاً في الوقت الحالي ، لأن هنالك الكثير من الأطراف التي تطمع بل تطمح بالحلول محلهم , إذاً فلابد لهم من أن لا ينسحبوا إلا وقد أطاحوا بالساحات ووضعوا الثورة خلف القضبان إلى حين حاجتهم لها من جديد , وهذا هو ما يلوح في الأفق.

فمن أجل ضمان أن يتركوا الساحات في الظاهر عبر رفع الدعم عنها على أن تظل الثورة بأيديهم من خلف الستار، لذلك أنشئت كيانات صورية إستعداداً لتسلم مفاتيح قيود ثورة فبرايرمن يد الساسة الكبار بالرغم من أن تلك الكيانات هي أصلاً من قواعد الأحزاب السياسية .

إذاً فالرؤية واضحةً للعيان ،، وقد قيل( ليس من الغباء أن تتظاهر أحياناً بالغباء ، ولكن الغباء أن تتذاكى على ناس أذكياء ).

لكي الله يا ثورة فبراير .. هو وحده القادر على تحرير أسرك..

الأشبال يستكملون ما بدأ به الكبار .. مشروعٌ رائج في الأسواق حالياً ( إستثمار الثورات بكل مافيها )

وصدقت زعفران حين قالت :
أن الساسة سيتقاسمون الكعكة ويتركون في الساحات مجموعة من الشباب المرضى نفسياً .

خاب والله ظنهم فإن لنا ربٌ كريم حكيمٌ بيده مقاليد الأمور ولن يتركنا ، كما لن يُخِّيبَ آمال من أسقوا بدمائهم تربة اليمن الطيبة وتركوا خلفهم الأيتام والثكالى والجرحى والمهضومين .