الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٨ صباحاً

لقاء قديم فى البيت بيتك ! (3)

أحمد مصطفى الغر
الأحد ، ٢٤ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
فى التلفزيون المصرى .. لا تكره القعدة داخل أحد استديوهاته .. خصوصا عندما يكون إستديو كهذا الذى كان يُقدم من داخله برنامج البيت بيتك ، وهذا أمر غريب جدا .. إذ أننا لا نحب القعدة امام التلفزيون المصرى ونحن فى منازلنا !

استمر فى أسئلته .. سألنى عن رأيى فى التغيير ؟، فقلت :" اللى تكره وشه ..يجى يوم تحتاج لقفاه !" ، فقال: " لأ ..أنا أقصد التغيير والتطوير الذى طرأ على حال التلفزيون ؟" ، فأجبته :" قرد يسلينا ، ولا غزال يبكينا !" ، سألنى هل لديك رسالة تود أن توجهها إلى أحد ؟ ، فقلت : "إلى من يشعرون بالملل والضيق من أكل الفول فى الثلاث وجبات : كلوا فول وطلعوا قفاكم عرض وطول ، ولا تأكلوا كباب ويقفوا لكم الديانة ورا الباب " (فاصل خارج الحلقة: وأنا أكتب الجلمة السابقة .. لا أعرف لماذا تذكرت الفيديو الذى قام بتصويره طبيب مصرى فى لندن للدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية فى عهد مبارك .. الطبيب المصرى جعلنى أشعر بأن الثورة فعلا مازالت مستمرة ، لكن فى لندن وليس فى مصر ! ) .

بتحب الشعر ؟! .. " طبعا ، ومن منا لا يفعل ؟! .. أعشق قصيدة الحلزونة من ديوان أبيع نفسى ، من كتبها عبقرى ، لأنه لم يتفذلك علينا فى كتابتها كما يفعل كثيرين ، هى من البحر البسيط أو ربما الابيض المتوسط .. لا أعلم أيهما تحديداً ، فأنا أقرأ وخلاص " ، طيب ممكن تقولنا أى حاجة من الشعر كدا .. لوكنت حافظ حاجة ؟! ، " نعم .. أحب شعر (أحمد مطر) .. وهذه إحدى قصائده:
كنتُ أسيرُ مفـرداً
أحمِـلُ أفكـاري معـي
وَمَنطِقي وَمَسْمعي
فازدَحَمـتْ
مِن حَوْليَ الوجـوه
قالَ لَهمْ زَعيمُهم: خُـذوه
سألتُهُـمْ: ما تُهمتي؟
فَقيلَ لي:
تَجَمُّعٌ مشبــوه !

سألنى عن المقولة التى أؤمن بها ؟، فقلت :" القانون لا يحمى المغفلين ، ولا يحمى الناصحين !" ، فقال:" أمال بيحمى مين؟" ، فأجبته :" بيحمى المسئولين !" .. قال هل لديك أقوال أخرى ؟ ، فسألته عن موعد إذاعة هذه الفقرة (حيث أنها كانت مسجلة) ، فضحك طويلاً ثم قال: " عاوز تشوف نفسك فى التلفزيون؟" ، فقلت:" .. وعاوز أسمع صوتى كمان !"

هنا ضحك مرة أخرى وقال :" أعتقد أنه من الصعب أن تسمع صوتك " ، هنا أعتقدت أنهم سيحذفون أجزاء كثيرة من الفقرة فى المونتاج ، لكنه أكمل قائلاً :" وسائل المونتاج المعتادة دى بقت موضة قديمة زى حذف أجزاء من اللقاء أو مسح الصوت أو الصافرة التى تغطى على الصوت ،إحنا هنحذف صوتك كله ونجيب حد تانى من عندنا يقول الكلام اللى احنا عاوزينه ، ويبقى ضربنا عصفورين بحجر" .. وإن كنت لا أعرف حتى ألان ما علاقة العصافير بالحلقة ، إلا أننى سرعان ما سمعت صوت صافرة عالية بجوارى ، أعتقدت لوهلة أنهم قد بدأوا المونتاج ، لكن فجأة فتحت عيناى لأرى ضوء الشمس يتسلل عبر زجاج نافذة غرفتى المكسور ، وصوت المنبه المزعج يكاد يوقظ أهل الشارع جميعا ، ولم أجد أى كاميرات أو إضاءة أو مصورين ..حتى مج الشاى التى كانت امامى على المنضدة لم أجدها ! ـــ يا له من كابوس خالى من الاعلانات !