الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٣ صباحاً

ثورة فبراير اليمنية على لسان الإمام ابن سيرين تفسيراً و تحليلاً

عبدالرحمن صادق الوحش
الأحد ، ٢٤ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
يروى أن شاب ذهب إلى الإمام ابن سيرين ليفسر له حلمه الذي كان كما جاء في الرواية ( أنه رأى مجموعة من الخفافيش تطبخ طبخةً لا يعلم ما هي بالتحديد إلا أن لها رائحةً نتنة ويظهر من تعاملهم معها أنها عندهم مقدسة ..لحظاتٍ وإذا بأذنه تسترق السمع لحوار خفي بين زوجٍ منها سمع منه الكثير ولم يفهم منه إلا أن هذه الخلطة توارثوها منذ القدم وهم يسعون جاهدين إلى تركيبها بنجاح لأنه حسب معتقداتهم من يأكل منها يصبح طيراً كبقية الطيور يستطيع العيش في النهار كبقية الطيور،إلى جانب حياة الليل،من أجل إيهام كل الطيور أنهم مثلهم يعيشون نهاراً ليقتسموا معهم أرزاقهم بل أخذها بالكامل وترك الفتات لهم إن بقي، وفي الليل فلا منازع لهم ) انتهى كلامه.

رد عليه الإمام: هذه إشارة إلى أصناف من الناس ،ستطغى عليهم أنفسهم،وتحولهم من عباد زهّاد إلى مجموعة من المتسلطين،يتحايلوا على غيرهم لأخذ أقواتهم وحقوقهم بغير وجه حق،بموجب تلك القوة التي منحهم الله إياها ليرى ما سيصنعون،وهم بالفعل استخدموها في غير مرضاة الله واستحوذوا بها على حقوق الناس، واستأثروا لأنفسهم بالأقوات والأرزاق ولم يتركوا لغيرهم إلا الفتات وليت هذا فحسب بل وبعد هذا الفتات مــنٌ وأذى !!

وأضاف الإمام ليتني أكون فيهم عندما يظهرون لأردعهم وأزجرهم وأُذكرهم بأن الله ما آتاهم هذه السلطة والقوة وسعة الرزق إلا ليبتليهم ويرى كيف سيستخدمون ذلك.. أفي الخير .. أم الشر فقد قال تعالى ﴿ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ يونس: 24

وقال أيضاً ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾فاطر:5. انتهى كلامه.

وأنا أرد على الإمام بالآتي: ليتك يا إمام بيننا اليوم لترى ما صنع هؤلاء الذي تنبأت بظهورهم، فقد ظهروا فينا وزاد تركيزنا عليهم بملامحهم الذي عرفناهم عليها في الساحات الثورية التي بمجرد دخولهم فيها... قسّموا الثوار وصنفوهم إلى

- ثوار مخصصين لخوض الصعاب .. للقتل والجرح والصدام والعنف وهم فقط من يتحملون الخسائر والنكبات في سبيل الثورة،

- وصنف من الثوار هؤلاء هم فقط للتنظير ولا يجب أن يتحملوا أي أضرار أو خسائر وهم من يتخذون القرار، وهم فقط مَن مِن حقهم حصد الثمار حتى وإن لم تنضج بعد .... هؤلاء هم القادة صانهم الله من كل شر وجعل كل الخلق لهم فداء،

وهؤلاء هم من يمنون على الصنف الأول بالفتات وبعده منٌٌّ وأذى واستهجان واستضعاف و استحقار ، بالرغم أن ما يُعطى هو من رزقهم وليس للقادة فيه إن كان إلا مثل غيرهم فقط ، مع أن الظاهر أن فيهم صلاحاً وخيراً كثيراً يغاير ما يظهر منهم نسأل الله العزيز المنان أن يمن عليهم بما فيه الخير والصلاح هو ولي ذلك والقادر عليه .

ولا أجد لهم ما أقول ، إلا إن الله هو الرقيب عليهم، وهو بما يعملون بصير، هو وحده العدل لا شريك له ، يمهل ولا بهمل ، فهلّلا يراجعون أنفسهم قبل أن يفوت الأوان ويطمس الله على قلوبهم،، قال جل وتعالى(إنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا)

**ملاحظة هامة/هذه القصة من نسج الخيال وليست واقعية