الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٢ مساءً

مكر العسكر ,,, ووعد الله

عباس القاضي
الثلاثاء ، ٢٦ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً
لم تلق أم موسى – عليه السلام – بوليدها في اليم ليأخذه عدو الله وعدوه, لولا ثقتها بوعد الله " إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " ولم يلقِ إبراهيم – عليه السلام – نفسه في النار لولا ثقته بالله " يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم " ولم يرتض يوسف – عليه السلام – بالسجن هروبا من ارتكاب المعصية لولا ثقته بوعد الله " ويجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث " .

تذكرت هذه المواقف وهذه الآيات , وأنا أشاهد وأسمع قرارات المجلس العسكري المصري , وصبر الإخوان المسلمين لثقتهم بوعد الله .

لقد حاول المجلس العسكري بقراراته إحياء الموات للنظام السابق بسلسة من القرارات والإجراءات , والتي كانت مستفزة للشعب المصري الثائر وخاصة جماعة الإخوان المسلمين المتضرر الأكبر من هذه القرارات, ولكن رب ضارة نافعة كما قالت العرب قديما ونقولها اليوم ونحن نحتفل بفوز مرشح الإخوان المسلمين , مرشح حزب الحرية والعدالة , مرشح الثورة.

تعالوا نستعرض هذه القرارات وكيف خدمت مرشح الحرية والعدالة :-
قرار العزل السياسي : هذا القرار الذي كان ينص بحرمان الفريق أحمد شفيق من خوض غمار المنافسة بصفته آخر رئيس للحكومة في عهد الرئيس المخلوع : حسني مبارك, وكان فيه أحاث دامية , ومن أهمها " موقعة الجمل " لكن المجلس العسكري وعبر المحكمة الدستورية رفض هذا القانون الصادر من مجلس الشعب ومن خلفه واقع , وأثر كون المجلس العسكري أثرا من آثار هذه الثورة ولولاها ما كان , ومع ذلك كان القرار في صالح , مرسي فلو كانت الإعادة مع غير شفيق لكان نجاح مرسي مستحيلا ,لأن قوى الثورة سيتفكك أصواتها بين المرشحين , وبقية القوى سوف تصب أصواتها لصالح المنافس لمرسي ليس حبا فيه ولكن إقصاء لمرشح الإخوان .

قرار حل مجلس الشعب : هذا القرار رغم عدم مشروعيته وعدم الاعتراف به , إلا أنه حد من دعاية الاستحواذ الذي ظل أبواق الفلول ومن دار حولهم يرددونها ضمن حملات التشويه المنظمة ضد الإخوان فكان لصالح مرسي .

الإعلان الدستوري المكمل : دفع بعض الثوار الذين كانوا غير متحمسين لمرسي , وكانوا يلوحون بالمقاطعة , فهذا الإعلان أكد لهم مدى التآمر على الثورة ومحاولة مصادرتها من قبل العسكر , لهذا شدوا العزم وصوتوا لمرسي .

قانون الضبط القضائي , والبيان العسكري : جاء بغرض التشبث بما بقي من سلطة , لكنها إرادة الله حولت هذه المحنة إلى منحة, فالفوز جاء لصالح مرسي , وأصبح التهديد والوعيد , للمرشح الخاسر ومناصريه لردعهم عن أي أعمال شغب أو تخريب محتمل بعصا العسكر لا بقمع الرئيس المنتخب , والتي كانت من المحتمل أن تجر البلاد إلى حرب طاحنة .

نختتم بقوله تعالى : " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "