الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٤ مساءً

لو الكعبة عندنا

احلام القبيلي
الاربعاء ، ٢٧ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
عندما كانت اليمن تابعة للنجاشي ـ ملك الحبشة ـ قام والي اليمن (أبرهة) ببناء كنيسة عظيمة سماها القليص، وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب، فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام، فكتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك, ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب.

إلا أن العرب أبوا ذلك، وأخذتهم عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم، وقيل أن رجلاً من العرب ذهب وأحدث في الكنيسة ما يحقرها، وأن بني كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة.

فعزم أبرهة على هدم الكعبة، وجهّز جيشاً جراراً، ووضع في مقدمته فيلاً مشهوراً وكان ذلك في العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم و سمي بعام الفيل.

ويظل حلم أن تكون الكعبة عندنا والرسول صلى الله عليه وسلم مننا يراود كل يمني ، تقول والدتي حفظها الله تعالى أن العجائز كن يقلن في حكاويهن " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد العيش في اليمن ولكنه قال " ما يصلحش نبي أزهر و يمن أخضر".

ويتمنى كثير من اليمنيين أن لو كانت الكعبة في اليمن لشدة حبهم لهذا البيت المعظم، وكثيرا ما سمعت رجالاً ونساء يقولوا ليت الكعبة عندنا، ولكن دعونا نتخيل سوياً لو كانت الكعبة عندنا ماذا سيحدث:

لو كانت الكعبة عندنا "بايخزن ضباط أمن الحرم فوق سطح الكعبة والمسئولون داخله ،
وماء زمزم أكيد بايجف لأن اليمنيين يستخدمونه في زراعة القات ،
وصلاة التراويح ما فيش برمضان لان الكهرباء باتكون طافية ،
والمعتكفون بالعشر الأواخر با يكونوا يدقوها تخزينة من بعد العشاء إلى الفجر والدفوف تدق ويا نبي سلام عليك ,,, يا رسول سلام عليك ،
وأول ما يجي مطر با نتسابق بالدباب نعبي ماء من ميزاب الكعبة".

لو الكعبة عندنا: "أرض الحرم كله حفر لأنهم يصلحوا القصيب والمجاري كل يوم".

لو الكعبة عندنا: "القبائل اليمنية باتكون كل شهر تغلق الحرم وتمنع الحجاج والمعتمرين من الدخول إلى أن تستجيب الحكومة لمطالبهم وتعطيهم حصتهم من الدرجات الوظيفية".

لو الكعبة عندنا سنرى أصحاب الفرشات والبسطات ـ طالبين الله ـ حول الكعبة "وعلى عشرين يا رعوي على خمسين".

لو الكعبة عندنا سيستحدث المسئولون بطائق دخول بقيمة مالية معينة.

لو الكعبة عندنا "با يختطفوا الحجاج والمعتمرين الأجانب ويطالبوا بفدية ما نقدرش ندفعه".

لو الكعبة عندنا "با يكون سوق القات جنب الحرم والموتورات بلا عدد حتى الإرهابيين حقنا "عديمين" كل يوم والثاني بايحاولوا يفجروا بالكعبة".

لو الكعبة عندنا "با تكون ملاذاً أمن للمخربين والقتلة الذين سيرتكبون الجرائم ثم يتعلقون بأستارها ويحتمون بإمام الحرم الذي سيكون شيخ قبيلة وعار عليه أن يسلمهم للدولة".

لو الكعبة عندنا با يدعو الفضلي أحفاد إبرهه الأشرم لهدم الكعبة الصنعانية والمشترك بايقاطع ويدعو الشعب لمقاطعة الحج هذا العام نكاية بالمؤتمر، والمؤتمر سيصم أسماعنا بقوله ليل نهار إن الكعبة من منجزات الثورة.

لو الكعبة عندنا با نستورد الكسوة حقها من الصين ونغلق مصنع الكسوة لأنه ما فيش داعي للتبذير ونستفيد من الفلوس في شراء سيارات للمسئولين.

لو الكعبة عندنا سنجعلها ساحات للاعتصام وسينتقل إليها معتصموا الستين والسبعين ولن يخرجوا منها الا بمبادرة خليجيه ورعاية دوليه

والمشكلة الأكبر لو الكعبة عندنا أين با تكون الكعبة في عدن وإلا في صنعاء وإمام الحرم من حاشد وإلا من بكيل.من الشمال وإلا من الجنوب".

"خلونا نهجع قالوا لو الكعبة عندنا".
مع تحياتي أنا أحلام القبيلي