الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٧ مساءً

مــن ينصف هـــؤلاء !!!

رائد محمد سيف
السبت ، ٣٠ يونيو ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ صباحاً
العدل هو اساس الحكم وأساس بقاء الشعوب ، والعدل هو اساس لاستقرار الامن والاطمئنان ، اننا في هذا الوطن الغالي ، في يمن الحكمة والإيمان ، نمتلك مجلس للقضاء ، يهتم بشكوى المواطنين والمتظلمين من اجراءات التقاضي في مختلف درجاتها ، ويسعى العاملين في هذا المجلس لإيجاد العدل بالقدر المستطاع ، لكن ما يحزن القلب ، و يدمع العين ، هو تجاهل هؤلاء القائمين على هذا المجلس ، القائمين على ايجاد العدل وترسيخه بين كافة افراد المجتمع ، تجاهلهم متطلبات ومستحقات الموظفين الاداريين المنتسبين الى هذا الجهاز القضائي ، يسعون الى ايجاد العدل وموظفيهم احق ان ينظر لهم ، بنظرة العدل التى يسعون لتحقيقها .

يتعرض فئة من العاملين في هذا المجلس ، إلى شيء من الغبن أو الظلم "الإداري" ان صح التعبير الذي قد يكون مصدره إما بعض الأنظمة المعمول بها في ذلك المجلس أو سوء تطبيقها أو الاثنين معاً.

وبسبب تباين صور " الظلم الإداري " الواقع على الكادر الاداري في ذلك المجلس مقارنة بالكادر القضائي ،نستعرض بعضاً من هذه الصور والمتمثلة .

تجاهل متطلبات الكادر الاداري من كافة الحقوق المادية منها والمعنوية

تتمثل في إسناد المسؤوليات على أسس ليس من بين أولوياتها الكفاءة المهنية للموظف، وإذا ما تجاوزنا ما تسببه هذه الحالة للموظفين الأكفاء من إحباط ، فإن لها تداعيات سلبية على أداء الموظف ، فهي تؤدي إلى صعود غير الأكفاء درجات لا يستحقونها، وبدافع من شعورهم الداخلي بأنهم غير مؤهلين للمناصب التي يشغلونها يعيشون على هاجس القلق من مرؤوسيهم الأكفاء الذين يرون فيهم تهديداً لمناصبهم ، وبالتالي فإنهم يناصبونهم العداء ويشنون عليهم حرباً خفية مستخدمين ما تتيحه لهم المسؤولية من قدرة على تسخير اللوائح والنظم .

عدم انصاف الكادر الاداري في هذا المجلس القضائي ، من التسويات والترقيات السنوية وعدم ادراجهم ضمن قانون السلطة القضائية ، واعتبارهم جزاءً من هذا الجهاز القضائي ، وليس كما يحلو لهم ان يدعوهم ( اعوان القضاء ) وهنا احب ان اقف واعرف بان العون هو مؤقت يستعان به فقط وقت الحاجة ...

ومن ضمن معاناة هذا الكادر المغلوب على امره هو عدم وجود التدرج الوظيفي ، اسوه بباقي اجهزة الدولة الاخرى .

ان مثل هذا الظلم الذي يعانيه الموظف الاداري في جهاز العدالة و الانصاف يجعل الموظف المظلوم يغلف معاناته بالصمت والاحتساب أو بالشكوى إلى زملائه وأصدقائه وأهله الذين لا يملكون سوى نصحه بالصبر حتى يحين موعد الفرج ،وعندما تطول فترة الصبر تترك لدى ذلك الموظف انعكاسات سلبية على نفسيته والتي قد تمتد إلى حياته الأسرية وصحته بصورة قد تؤدي إلى تراجع أدائه في العمل، ألأمر الذي ينتج عنه خسارة المؤسسة لطاقة ذات مؤهلات مهنية عالية كان يمكن أن توظف لتقديم عطاء متميز ينعكس بمردودة على المجتمع بأكمله .

ومع يقيني بأن القائمين على هذا المجلس لا يقرون مثل هذه المقالات ما أن تقع عينهم على العنوان، وهو إن قرأ لن تردعه كلمات عن الاستمرار في غيهم.

لا أجد ما أختم به هذه المقالة سوى توجيه هاتين الرسالتين إلى طرفي العلاقة في هذا الموضوع:

الرسالة الأولى: إلى كل موظف يعيش حالة ظلم ، واصل طريق العطاء والمثابرة ولا تجعل الإحباط واليأس يعرفان طريقهما إليك، وتذكر دائماً أن أحلك الساعات ظلمة هي تلك التي تسبق انبلاج نور الفجر.

الرسالة الثانية : إلى كل مسؤول له القدرة على اتخاذ القرار ان يتقي الله في ما اؤتمن عليه من مسؤولية ، وتذكر دائماً بأنها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ، وما ثارت الشعوب وانتفضت إلا لانتزاع حقوقهم .

أملي وطموحي أن يفهم أولئك المتربعون على كراسى المسؤولية ، القابعين خلف مكاتبهم ، ان يقفوا مع أنفسهم ولو لمرة واحدة ، وأن ينظروا الى معاناة من هم ادنا منهم بعين العدل والإنصاف .

وأخيرا اوجه كل معاني الشكر الى كل منتسبى السلطة القضائية من الكادر القضائي الذي يشعر بمعاناة الموظفين الاداريين في هذا الجهاز ، ويعمل لمعالجتها وتوفير الحلول المناسبة بكل ما اوتي من صلاحيات ، والذي هو من باب اعانة الموظف المظلوم الى الوصول الى حقوقه المكفولة .