الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٥ صباحاً

أبرهة العصر

محمد عبدالله
الاثنين ، ٠٢ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ صباحاً
أبرهة الحبشي ويقال له أيضاً أبرهة الأشرم توفي سنة 571م كان حاكماً على الأراضي العربية من مملكة أكسوم الحبشة، ولاحقاً أصبح ملكاً على اليمن, بعد أن غزها في القرن السادس الميلادي انتقاما لما تعرض له (أصحاب الأخدود). أرسله ملك الحبشة تلبية لرغبة جوستينيان قيصر الروم للانتقام من اليهود, ذهب على رأس جيش كبير واستمرت الحرب عامين حتي انتحر ذو نواس ملك اليمن اليهودي العقيدة عند يأسه من النصر. ( وكيبيديا )

لم يقف ابرهة الحبشي عند حد الإنتقام من اليهود بل جاوز ذلك بغيا و طغيانا و إذلالا لليمنيين وقد أغاظه اليمنيون برحلات حجهم إلى بيت الله الحرام و هو لا يريد ان تكون هناك وجهة اخرى لليمنيين و لا لغيرهم من العرب تصرف انظارهم او قلوبهم عنه ولذلك عمد إلى بناء "القليس" ليحل في نظره محل الكعبة المشرفة و ليجذب إليها افئدة اليمنيين والعرب ويبسط نفوذه بذلك على الجزيرة العربية قاطبة .

سخر اليمنيون من قليسه و اهانوهما بطرق عدة فازداد غيظه و غضبه عليهم وعلى كل حجاج بيت الله الحرام فأراد ان يلقنهم درسا يظلون بعده خاضعين له ولمملكته لا يترفع لهم رأس ولا يخشى منهم بأس فأعد جيشه المشهور لغزو مكة وهدم الكعبة ولكن الله سبحانه وتعالى كان له بالمرصاد فكان ما كان من هلاكه وهلاك جيشه و قبل ذلك هلاك احلامه و طموحاته وعنجهيته و استكباره .

واليوم لا يكاد الصلف والعنجهية و الاستكبار السعودي ببعيد من ذلك فما يمارسه النظام السعودي على اليمنيين بالذات اعظم طغيانا و بغيا من أبرهة ونظامه وذلك في ظل ما يظهره النظام السعودي من مظاهر التدين و خدمة الإسلام والمسلمين السياسية الزائفة الخاوية من كل مضامين القيم والأخلاق .

اليمنيون خصوصا يعاملون معاملة مميزة من الإهانة والإذلال و التآمر و زرع الفتن التي ادت في نهاية المطاف إلى اختطاف قنصلها في عدن وليس لدي شك أو ظروف اختطافه اتيحت للخطافين في ظروف كان فيها هذا القنصل خارجا عن معايير الدبلوماسية وربما معايير الأخلاق والآداب .

مطالب الخاطفين في رأي الكثيرين عادلة في ظل نظام دكتاتوري قهري استبدادي عميل ، ومع ذلك فنحن كمينيين لا نقر بهذا ولا نؤمن به كثقافة او سلوك ولكننا ايضا لا نقبل ان يهان شعب و يعاقب بجريرة احد ليس له ذنب ولا يد فيها وبذلك يقول سبحان وتعالى " و لا تزر وازرة وزر أخرى " في أكثر من موضع تأكيدا على العدل والإنصاف وأن يؤخذ كل بذنبه لا بذنب غيره .

تلك مبادئ الإسلام الكريمة التي يتشدق النظام السعودي بتطبيقها والدعوة إليها ، ولكنه يقف معرضا عن كل ذلك اذا تعلق الأمر باليمن واليمنيين ، الذين لا يحملون للشعب السعودي كشعب حر إلا كل مشاعر الحب والود والإخاء .

لقد كتب ابرهة الحبشي على نفسه الهلاك والزوال بحرمان اليمنيين من الحج إلى بيت الله الحرام قبل اكثر من الف ورابعة سنة فهل كتب النظام السعودي اليوم على نفسه الهلاك والزوال بحرمانه اليمنيين من اداء مناسك الحج والعمرة اللتان يتكرم بهما متى شاء ويمنعهما متى شاء على غير ما انزل الله ؟.

يقول سبحانه وتعالى " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " وهل هناك مسجد اعظم من بيت الله الحرام ؟ وهل الخزي والعذاب إلا بقدر عظم هذا المسجد ؟

ام يريدنا النظام السعودي ان نعيد بناء قليس ابرهة الحبشي ليرتاح ضمير ابرهة العصر بذلك فيتركننا وشأننا ؟