الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٦ مساءً

يوم "جمعة" مختلف فى مصر!

أحمد مصطفى الغر
الاربعاء ، ٠٤ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
الأجيال الجديدة لم يشهد معظم أبناؤها حرب أكتوبر ، لكنهم عاشوا سنوات ما بعد الحرب فى ظل تقديس لصاحب الضربة الجوية الاولى أكثر من الحرب ذاتها ، و أكثر من قائد الحرب الحقيقى الذى رحل فى حادث المنصة ، سنوات طويلة كانت تُختصر حرب اكتوبر فى ضربة جوية أولى لا أحد على يقين حتى ألان فى أى مخبأ كان صاحبها المزعوم مختبأ هو و أسرته ؟ ، حتى الصورة الشهيرة فى غرفة عمليات القوات المسلحة و التى قيل بعد الثورة أنه قد تم تزويرها لوضع حسنى مبارك فى المقدمة فى مكان غير مكانه الحقيقى .

لقد شهدت مصر يوم جمعة مختلف بكل المقاييس ، كانت استحدام كلمات مثل "الأول ، الأولى ، .. " هى الأدق لوصف أحداث كثيرة وقعت فى ذاك اليوم و اليوم الذى يليه أيضا ، فى يوم الجمعة كانت المرة الاولى التى نرى فيها رئيساً لمصر يلتحم مع الشعب بهذا الشكل منذ أيام عبدالناصر ، يصلى الرئيس فى الجامع الأزهر دون منع أى مواطن من دخول الازهر للصلاة ، على عكس أيام مبارك الذى كان يكتفى بصلاة العيدين فى مسجد السلام بشرم الشيخ حيث لا يسمح سوى بدخول الوزراء و القادة وبعض المسئولين ، "مرسى" يصلى فى الصف الأول .. على عكس سلفه الذى كان يقف غالبا فى صف المؤخرة ، "مرسى" فى الميدان وسط الالاف وربما يكون قد وصل عددهم الى المليون ، وهو ما لم يكن ليحدث فى عهد مبارك على الاطلاق ، بل وفى اعتقادى انه لم يكن ليحدث على الاطلاق فى حال فوز المرشح الاخر "أحمد شفيق" ان ينزل الى ميدان التحرير او الى اى ميدان آخر به كل هذه الاعداد ، مفاجأة حقاً أن نرى رئيس جمهورية بدون قميص واقى من الرصاص فى وسط هذه الحشود ، وتلك فى حد ذاتها سابقة تستحق الاشادة والتقدير ، فالمرة الوحيدة التى فعلها رئيس سابق قبله كان اغتياله هو نهايته .

يمين رمزى "كما وصفه الاعلام " فى الميدان ، ويمين دستورى أمام المحكمة الدستورية ، ويمين ثالث أمام أعضاء مجلسى الشعب والشورى والنخبة من أبناء مصر ، وفى الواقع كان أكثرها عمقاً وتقديراً هو يمين الميدان ، خطابات مرسى فى يومين دفعت نحو الهدوء والاستقرار من خلال الارتياح الذى أصاب المواطنين ، أنا شخصياً أحترم تعهَّداته بالعمل من أجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية حرة حديثة، و محو كل أشكال الفساد والظلم والتمييز، والسعي من أجل تحسين إقتصاد البلاد وظروف معيشة أفضل للمواطنين بما يجعل كرامة المصريين هدفاً لكل مؤسسات الدولة.

لقد كان يوم جمعة مختلف فى تاريخ مصر ، نتمنى ألا تغيب مشاهده من ذاكرتنا !