الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٩ مساءً

ايها الاسلاميون... كونوا بحجم المسؤلية

علي المغدي
السبت ، ٠٧ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
وصل الدكتور محمد مرسي الى عرش مصر .. واصبح رئيسا لها عبر انزه انتخابات عرفها شعب مصر الشقيق.. وشهد لها القريب والبعيد..

الف اهلا ومرحبا بك ايها الرئيس الجديد... توجت نضال حركتك الاكبر عالميا بانتصار من نوع ثقيل... حسب بعض الصحف الامريكية –بتصرف

حقا كنتم ايها الاخوان مثالا للمواطن الصالح.. الحريص على وطنه .. وشعبه.. وامته..

مثلتم حركتكم خير تمثيل وانتم خارج الحكم .. كمواطنين .. ورجال اعمال.. ونشطاء سياسيين واعلاميين..ومفكرين وادباء ..ووو

لو كان غيركم من المتشدقين بحقوق الانسان.. وحقوق المرأة وحقوق الاقليات .. والمتكلمين زورا عن الحريات ؟؟ ونالهم جزء يسير مما نالكم من السجن والتهجير والتعذيب ومصادرة الحقوق... لاعلنوا البراءة من الاوطان.. والدين.. بل و لاعلنوا التبرؤ من ذواتهم وانسانيتهم.. وانسلخوا من كل ما يمت الى البشرية بصلة.

لكنه قدركم ايها الاخوان ... ان تكونوا مدرسة ونموذجا رائعا للانسان الحـــر .. وللرجل القوي الامين .. والحريص على وطنه وامته.. لم تنزلقوا الى العنف والمواجهة مع قدرتكم عليها.. – والدليل تاييد الناس لكم في الانتخابات – وهكذا هي اخلاق النبلاء .. حين يتحملون ويصبرون لا لاجل مصالحهم..؟ بل لاجل الابقاء على استقرار اوطانهم.. والحفاظ على اللحمة الوطنية لشعوبهم... ويا ليت قومي يعلمون....

في اخر انتخابات ... او بالاصح في اخر مهزلة انتخابية اقامها المخلوع مبارك حصل على الاغلبية الكاسحة ... واخرج خصومه صفر اليدين.. وكانهم لا وجود لهم في ارض الوطن المصري .. وكأن الملايين التي منحت الشرعية لمرشح الاخوان- مؤخرا - الخارج من السجن والمعارض سابقا– كأنهم كانوا في االمريخ يسكنون ..!!! حيث لم يظهر لهم النظام البائد صوتا.

والاعجب والادهى والامر من ذلك ..؟؟ ان منظمات دولية راقبت الانتخابات ؟ او المهزلة الانتخابية .. بالاصح لم تعترض على تلكم النتائج وهذا ما يجعلنا كمواطنين عرب نعيد النظر في مصداقية مثل هذه المنظمات والمؤسسات – حتى وان كانت قادمة من الغرب ؟؟ لان البعض وللاسف اصبح عنده هوس بالغرب وما ياتي منه؟؟

فكيف يعقل ان تبارك تلك المنظمات نتائج انتخابات مزوره ؟؟ اثبت المواطن المصري بعدها باقل من عام.. انه لم يكون يريد ذلك النظام.؟ ولا رموزه ..؟ بل هو يريد ويصوت لمن يعارض ذلك النظام ... اذا برايي الشخصي .. هي المصالح والسياسات – تؤثر على القيم احيانا .. او غالبا.. بالذات عند الغربيين ..

الخلاصة ايها الاسلاميون كما بدات الثناء والترحيب بكم .. وانتم تكتسحون الساحات .. وتنالون الثقة من شعوبكم .. فبقدر فرحي وسعادتي بكم .. وبقدر مودتي واحترامي لكم .. وبقدر ايماني وثقتي بقدراتكم ..

اقول احذروا ايها الاسلاميون؟؟ باختصار ... ان تفشل تجربتكم .. فان المتربصين كثر .. لا اقول هكذا كلام .. متامرا ؟ ولا متحاملا.. ولا طامعا.. ولا راجيا.. الا ان تمثلوا الاسلام تمثيلا صحيحا.. سليما.. صادقا.

فما اكثر ما الحق به اعداؤه .. وخصومه .. بل وللاسف كثير من ابناءه .. الحقوا به ما ليس منه ؟؟ وشوهوه بما هو برئ منه..

فلتكونوا انتم الصفحة الناصعة التي تبرز محاسن هذا الدين.. وتطبقه كنظام شامل للحياة بنظرياته المليئة بالعزة .. والكرامة.. والقوة.. وكذلك .. بالمحبة.. والحرية.. والتعايش .. والسلام.