الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٥ مساءً

لسنا قطيعا يا خلفان التلفان!

يونس هزاع
الأحد ، ٠٨ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٣٠ صباحاً
لقد كرم الله الإنسان وفضله على المخلوقات الأخرى بالعقل وجعله سيدا لكل ما يحيطه من كائنات , فسخرالإنسان بما منحه الله من عقل وفكر كل ماحوله من كائنات لرقيه ورفاهيته ,فيكون العقل الى جانب الثروة سببا حقيقيا للتقدم الحضاري الذي ترقى به الأمم ويكون مقياس حقيقي لتطور المجتمعات وولوجها في ركب الحضارة التي تجعل كل شيء رفيعا سواء التعامل أو الأخلاق أو حتى إختلاف الرأى, وتكون بذلك رقي المجتمعات نموذجا يقتدى به لمن لم يحالفه الحظ في المضى في ركب الحضارة والتقدم بعد.

كل ماسبق كان جيدا ,ولكن ما يؤلمك حقا أن البعض برغم ما منحهم الله من ثروة ومكانة لم يستطيعوا أن يثبتوا للآخرين أنهم مجتمع حضاري ,فترى أن الطبع يغلب التطبع وأنهم لا زالوا أولئك الهمج والرعاع الذين لا يفوتوا أي فرصة ليثبتوا للشعوب الآخرى أنهم حديثي نعمة وأن الآخرين لن يبلغوا ما وصلوا إليه من نعمة وتقدم , فتارة يصرحوا أن الناس مجرد خاضعين إذلاء لهم وسيأتوا إما حبوا لتقبيل الأيادي أو هم قطيع ماشية والوطن ليس سوى زريبة راميين كل علاقة دم أو دين خلف أحقاد دفينة تكاد تعصف بالعلاقات المتينة بين الشعوب العربية والتي تكن لبعضها البعض كل الحب والإحترام.

لم يكن يتوقع أحد أن تكون تلك التغيردات الحاقدة لمسؤول أمني إماراتي يحمل أمام إسمه لقب قائد شرطة دبي ويحمل نجوم وأوسمة الدولة لتأتي حكومة الإمارات وتصرح أنه يعبر عن وجهة نظره الخاصة!

أية وجهة نظر خاصة تلك التي يتم بها إهانة زعماء وشعوب عربية كونهم رفضوا الظلم وعملوا على الخلاص منه وإستطاعوا إن يجبروا اللصوص والمرتزقة على التنحى لترى شعوبهم الضياء الذي حجبته كثير من الظروف القاسية والتي لم تستطع الصمود أمام إرادة شعوب قررت أن تكون الحرية قدرا ومصيرا.

لم يأتي خلفان بنظرية القطيع والزريبة جزافا وليس الموضوع قات وماشابه, فالأمور لا تسوى بتلك الطريقة فمن أراد لك النصح لا يكون بتلك الطريقة الحاقدة والتشبيه الوضيع ,ولكن هو نظر للأمر من منظور الكلاب البوليسية التي يضج بها العالم العربي فهي ترى أن الوطن عبارة عن زريبة والشعب قطيع يدين بالولاء المطلق لمالك الزريبة ولأن كلاب الحراسة تلك تربت على أيدي غربية وتكن لها الولاء المطلق فترى نباحها وعضها لا يكون سوى للداخل وإن لم تجد ذلك إتجهت لكل مافيه عزة عربية وإسلامية فهي لم تعتد أن تنبح يوما على عدو ولم تستطع أن تفشل يوما مهمة عدو ما ولكن ضجيجها يكون عاليا كلما تعلق الأمر بحرية الشعوب وتقدم المشروع الإسلامي الذي بدأ بتركيا وبروز نجمه في الدول العربية و الذي أثبت جدارته رغم عن أنف المنحلين أخلاقيا ومؤامراتهم.

الحكومة اليمنية أيضا لم تأبه لم صرح به ضاحي خلفان لأنه لازلت بالأمس القريب تتسول منهم وتدعوا لحملات إغاثة يندى لها الجبين ,فكيف تغضب ممن يتصدق عليك ؟ فهذه الحكومة هي إمتداد لحكومة متعاقبة تبيع كرامة الوطن برواتب ومنح خاصة فمن أين نرجوا كرامة وطن وحكامه ووجهاؤه ومشايخه وقادته العسكريين هم ليسوا إلا متسوليين في الخارج وناهبي ثروات الداخل ولايجيدون حتى إستدعاء سفير ذلك المعتوه ليعتذر , كيف يكون ذلك الدراهم لازالت عالقة في الصناديق.

يجب أن يعلم ذلك المعتوه المدعو خلفان أن الشعب اليمني لم يعد ذلك الذي صوره لكم من تتملئ بنوك دبي بأرصدتهم , نحن جيل الثورة وسنعمل على عزة هذا الوطن وإسترداد ثرواته القومية التي أهدرت مقابل عمولات ومزايا, ونعدكم أن تروا يمن في السنين المقبلة غير ذلك الذي مخليتكم, رغم عن أنف كل من أدعى أنه الافضل بفضل ظروف قذرة وخيانات ساعدت على ذلك ,وهذا وعد من شباب الثورة التي يعمل بقايا النظام جاهدين على أجهاضها لكي تعود اليمن لذلها وعوزها لكم بإستحداث الأزمات والفتن الداخلية وإعادة رموز الفساد والقتل إلى مناصبهم رغبة لإعادة الشعب للحضيرة التي في مخيلتكم المريضة, نحن لا نقول ذلك ولكن شهداء الثورة هم الذين يصرحون بذلك وسيثبت لكم الأيام أن حضارة مأرب ليست حبشية ولكن يمنية خالصة من لم ينتمى لها ولم يعترف بها فهو ليس عربي أو اصيل ويجب أن يبحث عن أصوله الضائعة في متاهات الحقد والضغينة.