الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٥ مساءً

البدايات الناجحة تبدأ من المسجد

ثريا القرشي
الاثنين ، ٠٩ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
يالها من بداية أذهلت عقولنا, تلك البداية التي بعثت الأمل في النفوس وبثت الراحة في القلوب

البدايات الصحيحة دوماً تبدأ من المسجد كما بدأ حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بناء دولة الإسلام

الذي بلغ أقاصي الدنيا وما زال، بدأها من أول مسجد أسس على التقوى، ولقد ابتدر الرئيس المصري الجديد

لحياة سياسيه نتمنى أن تكون حافلة بالعطاء أساسها العدل الذي هو مقوم الاعوجاج لقد بدأها عندما شارك في مشهد

أكثر من رائع لم يسبق له مثيل حين وقف جنباً إلى جنب لأداء صلاة الجمعة مع أبناء شعبه ومع أحبابه ودون خوف

بل بدا أكثر طمأنينة, بل وذرفت عيناه بالدموع، كلنا شاهد ذلك، حين تلا الإمام قوله تعالى(تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء....إلى آخر الآية(

وكم تاقت نفسي لو كان هو من أم بالناس ليزداد التلاحم الحقيقي بين القائد وشعبه فتكون هنا الروعة بثوبها الحقيقي والبداية الأكثر من صحيحة

فهذا هو القائد الذي تفتقده الآمة, هنيئاً لشعب مصر قائدها المتواضع، ولا نزكي على الله أحد،فما نحن إلا من ينشد فيه الصلاح.

كم شهدنا رؤساء تصلي بعض أعياد المسلمين مع المقربين من الشخصيات مع الحراسة المشددة ,وأعينهم تصول وتجول تترقب مذعورة وأعناقهم تتطاول غروراً وكأنهم ملكوا الدنيا بما فيها, لم نشهد مثل ذلك الثبات والدموع التي استشعر ها في قلبه فقد اعزه الله بعد ذل, وأتاه الله حكم مصر بعد كان في سجنها

وكأن التاريخ يعيد نفسه ليسطر لنا قصص الأولين ويترجم على الواقع قصة سيدنا يوسف عليه السلام,فهي تعيد نفس المشاهد فكلاهما ذاقا مرارة السجن والظلمِ وكلاهما تلذذا بنعيم الحرية , مع المفارقة البسيطة أن سيدنا يوسف كان نبياً
ونأمل من السيد الرئيس أن يستطيع أن يحكم شعبه كما ساسها يوسف وان يرزقه الله الحنكة التي كانت ليوسف عليه السلام ويسخر خزائن مصر لشعب مصر كي ينعم الشعب الذي مزقه الجوع وشتته في جميع أصقاع العالم طلباً للقمة العيش ولكي تعود مصر أم الدنيا كما كانت, فهذه البدايات للنجاح الجيد التي توصل إلى نهايات جيده مماثله بإذن الله
وليعلم الكل انه ليس لديه عصاً سحريه تحول الأرض ذهباً بين عشيةً وضحاها إنما تريد وقتاً طويلاً لتظهر نتائج الإصلاح فيها وحسن ظننا بشعب مصر المثقف الواعي أن يقف بجانب رئيسه, ويتنفس الصعداء رويداً رويداً وعلى مهل ويجعل نصب عينيه أن تركة الفساد التي عمت البلاد بسبب من سبقوه تحتاج لضبط النفس وصبر ليعم الخير على أرض الكنانة
وهذه من المهمات الصعبة التي تواجه كل مصلح , وأكثرها صعوبة ترويض المعارضين حتى يصلوا إلى القناعة بالأخر والى انه الأفضل ,وهذه من التحديات التي تواجه رئيس مصر الجديد إضافة إلى العدو المتربص وهذا الأصعب

فهل رئيساً عربياً مسلماً يصلي الفجر جماعة في المسجد يقبل بقاء التطبيع, وبقاء معبر رفح المتنفس الوحيد لإخوتنا في غزه هل يرضيه إن يبقى مغلقاً
نرجو أن يكون الجواب بالنفي, وهناك الأقباط الذي بدأ بتعين نائباً منهم والكثير من التوجهات المفلسة واكبر دليل على إفلاسها أنها لم تستطع إقامة العدل بين أبناء الملة الواحدة نتمنى له التوفيق في مواجهة كل التحديات.

هنيئاً لشعب مصر فقد بدأ بقطف أول ثمره لثورته فلم يعد من الميدان صفر اليدين كما عاد ابناء بلادي الحبيبة اليمن.

شعب مصر الأبي الذي أبى أن يحكمه عسكر كما يفعل ببلادنا, لقد عاد برئيس انتخبه مرتين وبقناعه ورفض حثالة الفسدة وهذه أمانه تحملها نرجو أن يؤديها كما تنبغي, فالبدايات الصحيحة أساسها اصلاح مابين العبد وربه حتى يصلح الله ما بينه وبين الناس.
وكما قال رسول الله صلى عليه وسلم لأبي ذر(أنها أمانه وإنها في الآخرة خزي وندامة)كان الله في عونك ,(أن تنصروا الله ينصركم ويثبت إقدامكم).