الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٠ مساءً

عسر الهضم الفكري

عبدالله محوري
الثلاثاء ، ١٠ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
اعتقد ان السبب الرئيسي الذي اقام القيامه على الرئيس السابق وفتح النار عليه من جميع الجبهات القبليه منها والشعبيه وقيام الثوره ضده واجباره على ترك الحكم وتخليه عن احلام ثوريث السلطه لابنه كان كثرة الثرثره بمناسبه و بدون مناسبه.

الناس كانت تعرف ان الرئيس السابق فاسد وصانع وحامي للفاسدين لعشرات السنيين وتعرف ايضا انه يكذب وهو نائم ولايهمه خلق نظام سياسي قائم على العدل والمساواه في المواطنه ويعرف الجميع ايضا انه يبيع ويشتري في عز النهار كل مايقع تحت يده ويتاجر بارواح الناس وباحلامها . لكن حضوره الاعلامي الدائم عبر جميع وسائل الاعلام وكما يقول المثل مازاد عن حده انقلب ضده هو السبب الذي اصاب الناس بعسر الهضم الفكري وثاروا عليه . وعوضنا الله برئيس هادئ جدا ونادر الحديث للاعلام ولاتراه الا في الصور وهو يستمع اكثر مما يتكلم وكل شئ فيه يدل على احترامه لمن يشاركه الحديث ولايتحرك فيه الا راسه والمعروف انك اذا اردت ان تفهم شخص عليك ان تستمع له.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او يصمت ..

قد يكون هذا الوضع في اختلاف الاسلوب بين الرئيس السابق والحالي نوع من الصدمه للكثير من الناس اصحاب الدم الحامي والذي لاتناسبهم هذه الطريقه في ادارة الحكم ولايستطيعون ممارسة مهامهم اليوميه بدون مهاجمة الخصوم السياسين وتنكيد عيشهم . واعتقد ان الكثير بدا يتأقلم مع الوضع الجديد وخاصه من اصحاب الحناجر المخضرمه التي تجيد جميع انواع الصراخ باتباع اسلوب التفكير اولا .

الناس بداءت اسلوب جديد في التخاطب في ما بينها حتى اكثر المزايدين بأسم الوحده خط احمر بداءو يتحدثون عن الحوار و قبول فكرة الفدراليه وايضا اصحاب الانفصال خط احمر بداءو يتوحدون وقد يكون لهم في القريب رأي موحد ايضا. ولكن الهدوء الزايد عن حده في القضايا المصيريه للمواطنين قد تكون له نفس اعراض الثرثره ..

ان الامن وتطبيق النظام ومحاسبة المتهمين بتفجير انابيب النفط والمعروفين بالاسم وايضا العابثين بابراج الكهرباء بدون مساومه او حلول وسط ومعاملتهم مثل القاعده كخارجين عن القانون وعدم اتباع اساليب الرئيس السابق في ترقيع المشاكل وترحيلها بدل حلها وبدون الازدواجيه في المعايير بين المناطق فما يطبق على الجنوبيين يجب ان يطبق على الشماليين والالتزام والوفاء بالوعود التي قطعتها الدوله للجان الشعبيه التي شاركت في الحرب ضد القاعده لنزع فتيل التوتر الموجود بينها وبين القوات النظاميه والاسراع في تبني ما جاء في النقاط التي طرحها الحزب الاشتراكي وايدها المشترك والبث السريع فيها كاساس للتسويه السياسيه للقضيه الجنوبيه امور ضروريه جدا ولا تقبل التأجيل او المماطله .. فالصمت الزايد عن حده في الوضع الحالي الصعب والمصيري المعقد الذي يحتاج للكثير من الجراءه في اتخاذ القرارات قد يؤدي الى اصابة الناس بعسر الهضم الفكري ايضا.