الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٣ مساءً

سبعة ,سبعة ,,,, وجلد الذات

عباس القاضي
الاربعاء ، ١١ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ صباحاً
جاءت هذه الذكرى في وضع استثنائي , وقد رصدْتُ الكثير من المقالات التي تكلمت عن هذه المناسبة ,سواء بالصحافة المقروءة , أو الالكترونية , فوجدت هذه المقالات , كلها تسير باتجاه واحد , نحو تجريم هذه الحرب بشكل مطلق آخذين في الاعتبار ما عاناه أبناء الجنوب إبان حكم النظام السابق من ظلم ونهب وتبديد ثروات , لكني رأيتها تنحوا في اتجاه تحتاج إلى مراجعات , لأن بعضها تحمل أبناء الشمال تبعات هذه الحرب , وبعضها تحمل أحزابا بعينها , حتى وصلت إلى شخصيات بعينها .

كنت أبحث عن رشد في هذه الكتابات , ممن عايشوا الأحداث لينقلوها بكل موضوعية , وأمانة , فالحرب قادتها دولة لها شرعيتها , قد يكون لقيادتها دوافع ذاتية وفيها من أخطاء طرف على طرف , و أدارتها بخبث ودهاء , استفزت الطرف الآخر ليرتكب حماقات , وصلت لدرجة إعلان الانفصال , وهذه جريمة دفعت الشعب اليمني جنوبه قبل شماله ,ليقف وقفة واحدة ضد عناصر أرادت أن تعيد تمزيق الوطن بعد أن ذاق حلاوة الانتصار الوحيد قي تاريخه المعاصر بإعادة لحمته الوطنية في تحقيق وحدته , خاصة والشعب اليمني كله يدرك أن هؤلاء الأفراد - المحسوبين على نظام الحكم في المناطق الجنوبية ما قبل 1990 م - يحققون من خلال هذه الحرب أجندات خارجية , لا تريد الخير للشعب اليمني , تريده أن يعود إلى الحروب المزْمِنة التي كانت ونزاعات على الحدود والثروات.

أكتب هذا وأنا شاهد على الأحداث بأن دور أبناء الجنوب في حرب صيف 1994 م كان هو الأقوى , ولولا تعاونهم وإسهامهم الفاعل ما بقيت الوحدة.

فلماذا يدعي أبناء الجنوب بأنهم مظلومون في هذه الحرب , ويجب الاعتذار لهم , وهم سطروا أعظم ملاحم التاريخ في الحفاظ على الوحدة ؟

ولما يظل أبناء الشمال يجلدون الذات بالاعتذار عن حرب ليس فيها ما يشين ؟ سوى نظام حكم استفرد بالسلطة والثروة وهمش الجميع .

وعندما قام أبناء المحافظات الجنوبية منذ2007 م بالحراك السلمي ضد هذا النظام , لم يكن أبناء المحافظات الشمالية في صف السلطة , بل تجاوبوا معه بدءا من المعارضة التقليدية, والمنضوية تحت اللقاء المشترك بتبني قضاياهم لدى المؤسسات الرسمية كمجلس النواب أو من خلال أطروحاتهم المختلفة , وأخيرا بالدعوة للهبات الشعبية التي توجت بالثورة الشعبية السلمية في أرجاء الجمهورية.

إن الاعتذار لأبناء الجنوب عن هذه الحرب هو إهانة لهم , لأنهم أكثر وحدوية من بقية المحافظات .

أما أولئك الذين فروا بجلودهم حينها وعادوا ليطلوا برؤوسهم الصدئة فهم يتحملون الوزر مع النظام السابق بتبعات هذه الحرب وليس الشعب.

فالذين حاربوا سواء من أبناء الشمال أو الجنوب إنما حاربوا تحت مظلة دولة وشرعية دستورية , ولدوافع وطنية لحماية وحدتهم بغض النظر عن فساد النظام الذي حكم اليمن كلها دون تمييز .

لهذا لا داعي لجلد الذات مادام الهدف ساميا والغاية شريفة.