الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٦ مساءً

هل انكشف المستور؟!

صديق صلاهم
الخميس ، ١٢ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٥٠ صباحاً
عندما تحرك الشباب في الدول العربية التي حل أجواءها الربيع العربي كان الشعار الرسمي لهذه الثورات هو ( الشعب يريد إسقاط النظام ).


وبالطبع كان هذا هو شعار الشباب في اليمن......ولكن بمراجعة أوضاعنا أيام كان هناك نظام نجد الأتي:

1) النظام الذي كان يحكمنا في اليمن كان نظاما هشا جدا مبنيا على الرشوة والمحسوبية والوساطة والوجاهة والعنجهية والنفوذ.

2) كان أصحاب النفوذ يتحكمون في الفئة المحيطة بهم كل في مجاله ، وبالتالي تكونت دويلات داخل الدولة (و بالأصح إمارات داخل المملكة ).

3) كان أصحاب النفوذ يكسرون كل قيود النظام في سبيل تحقيق أغراضهم والوصول إلى اللذة التي ينشدون مهما كانت الخسائر في محيطهم.

4) وعلى الرغم من كل الشرور والآثام التي ذكرنا جزءا منها في الأسطر القليلة الأنفة الذكر ، فقد كنا نجد نوعا من النظام والإنتظام في حياة الأفراد حتى لو كان المجتمع مجبورا على ذلك النظام والإنتظام ، فمثلا كان المواطن المسكين ينتظر الأيام الطوال ويصرف الكثير من الأموال في سبيل الحصول على عداد كهرباء أو ماء لمنزله أو الحصول على حكم شرعي في قضية طال انتظار وقوفه أمام باب القضاة لينصفوه فيها أو محاولته الحصول على ترخيص لبناء منزل صغير يؤويه أو وقوفه عند إشارة المرور سواء كان ذلك احتراما لها أو خوفا من رجل المرور الذي يهدده بالتحويل لإدارة المرور مالم يدفع له مقابل التغاضي عنه.

الآن وبعد خروج الناس للمطالبة بالتغيير نحو الأفضل وإزالة آثام الماضي البغيض ، فهل استطاع المجتمع الوصول لذلك الهدف أو تحقيق أي هدف من أهداف الثورة التي ضحوا من أجلها بأبنائهم وأموالهم وأوقاتهم؟! حتى اليوم لم يصل المجتمع لأي تغيير نحو المنشود ولكن ما نشاهده هو العكس من ذلك تماما وهو أسوأ مما كنا نتوقع وهو أن المجتمع اليمني قد انكشفت سوءته وماكان مستورا أيام النظام البائد قد صار واضحا للأعمى قبل البصير وللأطرش قبل السميع ، فما نراه من أخلاقيات المجتمع سواء كان في الازدحام المروري الخانق الغير المبرر والتكدس عند إشارات المرور، أو كان في التقطعات في الطرقات وسلب أموال الناس وسياراتهم ، أو كان في قطع الكهرباء والنفط ، أو في ظاهرة الغش الذي طال كل شئ في حياتنا وتعاملاتنا.

فهل العيب يكمن في طلب التغيير نحو الأفضل أم في كيفية ذلك الطلب أم في المجتمع ذاته أم أن هناك أطرافا وأصابع تعبث بمجتمعنا وأخلاقياته.

الخلاصة:
1) نشكر الشباب الذي ضحوا ومازالوا معتصمين ينشدون تحقيق أهدافهم والولوج بالمجتمع إلى الحظيرة البشرية.

2) نعتذر من اولئك الشباب لأن المجتمع الذي ضحوا من أجله لازال غير مهيأ لتقبل هذه التضحيات ولازال متمسكا بالذل الذي عايشه دهرا من عمره.