الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٣ مساءً

هُموم يمنية

جلال غانم
الأحد ، ١٥ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٢٠ صباحاً
تداخلت المشاكل وازدادت الهموم والعوائق الوطنية ومثلت عُقد شائكة ولم نعد نعرف أي مخرج لها في ظل حاله الانفلات الأمني والوطني وإستثمارة لجهات عِدة بحُجة إنها الوطن والثورة والوحدة وجنة الجن وأم الصبيان شِِبع الشعب من شعاراتهم ومن خداعهم المستمر من سلطة إلى معارضة من بيت الأحمر إلى حاشد ومن سنحان إلى بكيل وغني لك يا مغني , عجلة الزمن تدور دورتها وتعود في كل مرة محملة بيافطة وشعار جديد ونغمة جديدة واليمني ذلك المنحوس في سلطته وثروته ولقمة عيشة المنغصٌة لم يتغير إضافة إلى التطبيل الذي يرافق هذه العجلة , وفي نهاية المطاف يبحث له عن اقرب مُهرٌب إلى أي بلد خليجي يقيه من شمس وبرد وجوع الشارع راميا كل شيء على عرض الحائط ( من مات مات ومن حيي حيي ) في انتظار جيل جديد يحمل عنة محزق الرصاص والقائش في الدور فلكل منا دورة في التعاسة والعذاب كشعب كتب الله عليه بشلة من السرق لا تقدر عليهم لا أمم متحدة ولا مجتمع دولي ولا جامعة عربية تمترسوا في كراسيهم ويشتوا البلاد ماشيه على مزاجهم وعلى قدر هذا الوضع المطحون يشتونا نصبر لهم .
فقد أتت ثورة وراحت ثورة ودخلت ثورة من الطاقة وخرجت ثورة أخرى من عرض الحائط وكل هذه الثورات بكثرة تسمياتها لم تغير شيء في واقع الحال فلا مجلس الراعي تغير ولا البركاني ولا الصوفي ولا العفافيش فلم يخلونا نعيش مثل الناس ولا حتى اعترفنا بالقضية الجنوبية يشتوا فقط يحلوها مثل ما احتلوا شعبها هكذا على مزاجهم فانا استغرب كل الاستغراب من نشرات الإخبار التي تبثها القنوات التابعة لإعلام الحمر وحتى بعض القنوات المحترمة في تقاريرها كالخبر التالي التقى الشيخ صادق الأحمر بالسفير الألماني وناقشا الأزمة اليمنية والطرق الممكنة لحلها وكأن اليمن ما فيهاش مثقفين ولا دبلوماسيين وساسة يا عيباه يعني وكأننا شعب الغاب بربكم الشيخ صادق يعرف كيف يحل الأزمة اليمنية وعاده يظهر في المواقع الاجتماعية لابس الشرمة باعتباره رجل الثورة والرجل المدني وبجانبه اللابتوب يتصفح الفيس بوك ويتواصل مع شباب الثورة عجيب والله عجيب !!! والخبر الثاني يقول السفير الأمريكي في صنعاء ناقش مع قائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ودعم الجيش الوطني في مواجهة عناصر تنظيم القاعدة (بإمطار اليمنيين بالصواريخ الأمريكية التي تنهمر عليهم بدون رحمة ولا شفقة) فلم نعد نعرف أن لنا كرامة كبشر وشعوب .
ناهيك عن الأبواق التي تتبع العفافيش والحوثيين كتأزيم للوضع اليمني وإرباك أي بصيص للأمل في التغيير إضافة إلى استمرار المسلسل الكوميدي الديني في الاكتشافات والاختراعات هذه المرة في علم الاقتصاد وفي النمو الاقتصادي وسوق البورصات وربما قفزة غير متوقعة في عُلوم الذٌرة خروجا عن الاكتشافات في علم الطب والتوحيد والإعجاز التي حفظها الشعب ظهرا عن قلب .
مسلسل النعيق الإعلامي مستمر في خدمة مشاريع الشيخ العظيم صاحب العسيب الحالي والقبيلة المجندلة ضاربين بحلم الشعب على الحائط ولا كأن في ثورة قامت ضد الظلم والفساد والمسالة في الذمة المالية فكل هؤلاء في فلك يسبحون بالرغم من توحد اغلب هذه القوى في السرق والنهب والفيد المستمر في الجنوب وبالرغم من اقتراب صفارة الإنذار بانهيار اليمن شعب وحكومة وارض وإنسان .