السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٩ صباحاً

الأرخبيل الأندونيسي قدوة لأوروبا

فايز القريحي
الأحد ، ١٥ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٢٦ صباحاً
أعلنت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل الثلاثاء خلال أول زيارة رسمية لأندونيسيا أن على منطقة اليورو أن تقتدي بهذا الأرخبيل الشاسع الذي نجح في خفض
ديونه بشكل كبير جدا (حسب ماتناقلته وسائل الإعلام ) وتم ذلك في عهد الرئيس سوسيلو بامبانغ بودهويونو الذي انتخب رئيسا في عام 2004 بعد أن قطع وعوداً بمعالجة قضية الكسب غير المشروع مما ساعده على الفوز بولاية ثانية فيما بعد.

وما بعث المستشارة الألمانية على حث المجتمع الاوروبي بالإقتداء بأندونيسيا هو إنخفاض الديون السيادية التي بلغت في عام 2002 أكثر من نسبة 82% من اجمالي الناتج الداخلي حتى وصلت في يومنا هذا إلى أقل من 25% بينما بلغ العجز في الميزانية اقل من 2%، أي أدنى من 3%، وهو السقف الذي حدده الاتحاد الأوروبي والذي لم تتمكن عدة دول في منطقة اليورو من التقيد به , مع العلم أن أندونيسيا تعتبر رابع بلد من حيث عدد السكان الذي يبلغ 240 مليون نسمة

كما أن اندونيسيا كانت تعتبرمن احدى الدول المصدرة للعمالة الرخيصة لدول الخليج خصوصا السعودية ولكن مؤخراً تم ايقاف تصدير العمالة إلى السعودية وحدثت مفاوضات بين الجانب السعودي والجانب الاندونيسي الذي اشترط إضافة بنود تضمن حقوق العمالة ورفع الأجور مما أدى إلى حصول أزمة تعثر لمكاتب الاستقدام من جهه وللخادمات الاتي يردن السفر بغرض العمل من جهه أخرى حتى اضطرت الحكومة الاندونيسية إلى استحداث أعمال محلية لتأمن لهن العيش الكريم دون الحاجه إلى تحمل عناء البعد والاغتراب , ومن المعروف أن أندونيسيا كانت مدرجة على قائمة أكثر الدول فساداً ولكن في عهد الرئيس سوسلو بامبانغ بوهويونو أحرزت وكالة القضاء على الفساد تقدما حقيقياً في وضع عشرات المسؤولين ورجال الاعمال الفاسدين وراء القبضان , وأنشأت الحكومة الاندونيسية سجون خاصة للمدانين في قضايا الفساد لأن ارتفاع عدد السجناء في هذه القضايا يسبب تكدسا في السجون القائمة , وتحسن تصنيف أندونيسيا من حيث درجة الفساد تحسناً كبيراً في السنوات العشر الماضية، فقد أظهرت المؤشرات العالمية للحكم الرشيد التي جمع البنك الدولي بياناتها أنها ارتفعت من 9.3 نقطة عام 1998 إلى 31.4 نقطة عام 2008.

و إذا استمرت أندونيسيا على هذا النحو أعدكم بعد عشر سنوات برؤية دولة اسلامية ناجحه كما نجحت ماليزيا وتركيا مع فائض في الميزانية ودون الحاجه لتصدير العمالة الرخيصة

تحية احترام وتقدير للرئيس الأندونيوسي وكما يقول المثل (على قدر أهل العزم تأتي العزائم).