الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥١ مساءً

إيران .. والدور المشبوه في المنطقة

موسى العيزقي
الأحد ، ٢٢ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٨ صباحاً
الحديث عن دور إيران المشبوه في اليمن لم يعد محض افتراء بل بات واقعاً ملموساَ وشيئاً واضحاً للعيان.. فإيران التي استطاعت مجازاً أن تجد لها موطئ قدم في العديد من بلدان المنطقة لاسيما في دول الخليج العربية ذات الأقليات الشيعية، استطاعت ايضاً ان تجد لها موطئ قدم في اليمن وذلك من خلال جماعة الحوثيين ذو التوجهات الشيعية.

لقد نجح المشروع التوسعي الطائفي الإيراني في المنطقة، من خلال تسويق الخطة الخمسينية لنشر التشيع في العالم العربي والإسلامي ورأينا كيف العراق تحول العراق ما بين عشية وضحاها من دولة تناصب إيران العداء، إلى ولاية من ولاياتها التابعة.

لقد ارتكب العرب خطئاً فادحاً عندما ساندوا أمريكا والغرب على إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل ( صدام حسين)، دون أن يحصلوا على ضمانات رسمية وخطية بتسليم الحكم للسنة بدلاً من تسليمه للمحسوبين على الجمهورية الإيرانية.. حيث كان من المفترض أن يتسلم سنة العراق زمام الحكم بحسب أدبيات التعاون بين العرب والغرب ولكن ما حصل هو عكس ذلك تماماً فأمريكا قامت بتسليم العراق لإيران ومعروف تأريخ العداء بين العراق وإيران وبالتالي سنحت لها الفرصة فعاثت في العراق فساداً ..لقد تعد المشروع الإيراني المحيط العربي ووصل إلى دول افريقية و إسلامية .. لاسيما تلك الدول ذات الكثافة السكانية كـ ( أفغانستان، وباكستان) والتي تعتبران بحسب أجندة الخطة الخمسينية لنشر التشيع في العالم الإسلامي من أهم الدول بالنسبة لإيران ..حيث حققت بعض النجاحات هناك وبمساندة أمريكية غربية مقابل إثارة القلاقل ودعم الحركات الإرهابية الأمر الذي فتح المجال أمام التدخلات الخارجية المباشرة وغير المباشرة ما مهد الطريق أمام إيران وفتح المجال أمام تحقيق مشروعها التدميري التخريبي وهو ما حدث بالفعل حيث تحققت بعض النجاحات ووصل الأمر إلى أن يعين نائب رئيس أفغانستان من جذور شيعية.

وفي اليمن نجد أن المشروع الحوثي حقق وبمساندة بقايا نظام العائلة حقق نجاحات قياسية في فترة وجيزة وتعد الدعم الإيراني الحوثي مرحلة التعاطف العقائدي والفكري إلى مرحلة الدفاع الوجودي وقد تجّل ذلك من خلال وقوف الحوثيين إلى جانب إيران في حربها مع الدول الخليجية فيما يخص القضية البحرينية، كذلك الأمر فيما يخص الثورة الشعبية السورية حيث ارتفعت أصوات حوثية تعلن دعمها ووقوفها إلى جانب نظام الطاغية .. وهذا يعتبر انعكاس واضح كشف الأقنعة الزائفة عن وجوه من كانوا بالأمس يتشدقون بالممانعة وعدم التبعية وصرنا نرى ( الأسد، وحزب الله، وإيران) ومعهم الحوثيين يعيثون فساداً في ارض سوريا الحبيبية.

لقد وقعت الأمة العربية ضحية للتدخلات الخارجية، و صارت ارض خصبة للمشروعات التوسعية فمن المشروع الصهيوني إلى المشروع الإيراني.. إلى التدخل الأمريكي الغربي.. كتدرج طبيعي في ظل إنعدام مشروع عربي توحدي يعمل على لم الشمل العربي العربي.