الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٦ مساءً

تحالف أل سعود

مروان المنصوب
الثلاثاء ، ٢٤ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٠١ صباحاً
وجود القضية اليمنية يعود أطماع أل سعود وإلى التحالف العسقبلي الذي ظهر بدعم أل سعود في أغسطس العام 1967م اثر نجاحه باختطاف ثورة سبتمبر والتأسيس لهذا النظام الذي تحالف مع التيار الأصولي الوهابي الذي عارض تحقيق الوحدة وحرم الحزبية والديمقراطية وقام بتصفية قيادات شريك الوحدة والانقلاب على وثيقة العهد والاتفاق وشن حرب صيف عام 1994م وأقصى الحزب الاشتراكي وأخل بالتوازن الذي قامت على أساسة الوحدة وسيطر على الوظيفة العامة والمال العام وسخرها لخدمته فأقصى أبناء الجنوب من السلطة السياسية والحزبية والجيش والأمن والوظائف كما أقصى أبناء مناطق شمال الجنوب وشمال الشمال من الوظائف العليا وهمش تلك المناطق بتمثيلها بأشخاص غرباء عنها وكانت نتائج انتخابات العام 1997م خير شاهد على ذلك.

رغم تلك السيطرة والدعم السعودي وعقد مؤتمر باريس للدول المانحة لليمن وبما يشكله ذلك من فرصة لا تعوض لأحداث التنمية في البنية التحتية والتهيئة للاستثمار، تعامل النظام مع كل ذلك بعكس تطلعات الشعب والمانحين فأعاق كل تنمية ووضع العراقيل أمام أقامة المنطقة الحرة بعدن بافتعال أزمة جزيرة حنيش وألغى عقد شركة مواني دبي لإدارة ميناء عدن وأسس شركة يمنية(أسرية) لإدارة ميناء عدن واستكمل تصفية شركات ومؤسسات القطاع العام وسلم أصولها إلى شركته المقفلة(المؤسسة الاقتصادية اليمنية، وكنعان، ومجموعة الأحمر)، عبثت تلك السلطة بكل شيء فسيطرت على كل مفاصلها حتى المتعلق بالأعمال الخيرية فأسست الجمعيات الخيرية ( الإصلاح والصالح) وأنشأت الجامعات(الإيمان، والصالح) وألزمت الجميع بدعمهما، واستغلت القضية الجنوبي وأنشئت الهيئة اليمنية للدفاع عن الوحدة بميزانية مفتوحة يدفعها التجار وحيتان الفساد لإثبات وحدويتهم، واستغلت التعدد المذهبي في إدارة علاقاتها الدولية فدعمت التيار السلفي ضد المذهب الزيدي، واستغل التوتر بين السعودية وإيران وأقنع السعودية بأن الحوثيين يشكلون خطر عليها وأنهم ذراع إيران وحزب الله المتقدم فقاد علي محسن الحرب على الحوثيين، وستخدم الدعم الأمريكي السعودي في تطوير كتائب الحرس كقوة ضاربة ومسيطرة في اليمن، ولضمان الدعم لتلك السلطة شارك النظام أمريكا في مشروع محاربة الإرهاب فأثمرت تلك الشراكة بإنشاء الأمن القومي كتعبير عن تحالف جديد بين أمريكا والتحالف (العسمشياخي الوهابي) ولتأكيد قدرة هذا الجهاز خدع حلافائة الأمريكان فتخلص ذلك التحالف من بعض شركائه من عناصر الجهاد(مثل العولقي...) وقدمهم قرابين على مذابح الأمريكيان لنبيض ملف حلافائة الوهابين ومقدما لهم كتيار إسلامي يمكن أن يتشارك مع الأمريكان في مشروع الشرق الأوسط الجديد.

شخصنه النظام والسيطرة على كل الملفات فرض على الدول دعم النظام لضمان مصالحها وأستغل النظام ذلك الدعم في قمع شعبة

لم يقدم النظام مشروع وطني بحجم اليمن فالسلطة أنتجت مشاريع صغيرة وأدارت البلد بالأزمات، وتعايش المعارضة مع السلطة أثر فيها فاختزلت الأحزاب بأشخاص تحالفوا مع السلطة واستغلوا حاجة أحزابهم للمخصصات التي تدفعها السلطة وتوظيف وتسوية أوضاع عائلاتهم ولعبوا دور المحلل للسلطة التي حولت الانتخابات والوظائف إلى منح وهبات وحولت أعضاء البرلمان إلى موظفي علاقات عامة، وأدى ذلك إلى إعاقة أي تحول في العمل السياسي والإداري والاجتماعي ووصلت أوضاع البلد إلى حالة يستحيل إصلاحها، وعجز النظام السياسي عن الخروج بالسلطة من حالة الفشل التي وصلت إليها.

حاول بعض الحزبين من أحزاب اللقاء المشترك الاستفادة من الحالة الثورية بإعادة دمج أحزابهم بالقضية الوطنية غير أن المعارضة فشلة في ذلك الاختبار وتقمصت دور الوصي على شباب الثورة واعادة إنتاج النظام بإدارة الإعتصامات بطريقة السلطة بشراء الولاءات وتفريخ التنظيمات وتأسيس التحالفات وإعلان المنسقيات، استنزف الفعل الثوري في معارك جانبية ومنح النظام فرصة للمناورة، وقاد عمليات قتل وإرهاب منظمة ضد الثوار، ودفع بقيادات عسكرية ومشيخية ودينية إلى الساحات ولعب ذلك الفريق المنظم دور المفتي والممول والحامي لساحات فاختزلوا القضية وفشل السلطة بالرئيس وأبنه وأبناء أخيه الأشقاء وظهر تكتل البناء والتغير المنشق عن كتلة الرئيس البرلمانية الذي يعتقد أن أعضاء منها صوتوا لحالة الطوارئ؟؟؟.

ولأن السلطة سليلة ذو يزن لم تجد حرجا من الاستعانة بالأجنبي فكان المجيب لها مجلس التعاون الخليجي الذي مارس أمينة العام كل الطقوس مع الشباب لقبول مبادرة مجلسة(السعودي) عبر وسيطة الروحي(المعارضة)، كما أستنهض ذلك التحالف خلاياه النائمة بالساحات فمارست دور الطابور الخامس ضد شباب الثورة فاستخدمت المنصة والقنوات التلفزيونية للترويج للمبادرات والتخويف من الاختلاط و أشباه الرجال واعتدت عليهم بالقتل والضرب وحرضت ضد القيادات الميدانية وهددت بتصفيتهم.

وبفعل كل ذلك لم تنجح الثورة في تحقيق هدف إسقاط النظام غير أنها نجحت في أعادت عرض القضية اليمنية بكل مكوناتها وتميز بوضوح أبناء تعز وعدن وغيرها من مناطق الجنوب الكبير بطابعة المدني الرافض لثقافة الفيد والسلاح، والذين حددوا بوضوح أن الحل للقضية اليمنية بإسقاط النظام وبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة من خلال عقد اجتماعي لدولة اتحادية طوعية لكل إقليم من كامل الإستقلاق عن باقي الأقاليم ماليا وإداريا وتشريعيا وحق في تقرير المصير.

نؤكد أن المبادرات هي اتفاق طائف جديد يختزل القضية اليمنية بتقاسم السلطة بين نخب المعارضة وذلك التحالف وأن سلطة المبادرة الخليجية لم تقبل بدخول مسيرة الحياة إلى صنعاء وتعارض تولي أحد أبناء تعز مهام المحافظ وما تزال تفرض الوصاية على أبناء الجنوب وتصادر حقهم بما تقيميه من جمع تعلن بها أنها صاحبة الحق في القضية الجنوبية، أو من خلال تحويل القضية الجنوبية من طابعها السياسي إلى مطلبي.