الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٩ صباحاً

قومية برائحة الدم

فؤاد سيف الشرعبي
السبت ، ٢٨ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ مساءً
فـــــاضَ شِعرٌ بجراحٍ مُــفـْـعَــمُ وَيَـــــرَاعٌ ولــســانٌ وفـَـــــــــمُ
ما لها الأشلاءُ أدْمَـــــــتْ كبدي ودَمٌ مــــــا جَـــــفَّ يــتـــلوه دَمُ
فــــــــي بلاد الشام يا قومي ألا ليت شـــعــــــري أي جُرْمٍ يُبْرَمُ
حــيــثــمـا (بــشارُ) يُبْدِي سَفَهَا وخـــــــريـــرُ الدمِ نـَـغـْـمٌ أشْـأَمُ
كــــل بيتٍ صــــــار يشــكو ألَمَا كـــــل دار حـَــــــــلَّ فيه المَأتَمُ
فلمن نشـــكو ســــوى اللهِ لمن قـــد شكا الدينُ و يشكو الحرمُ

***

قـــد خذلناكِ (دِمِـشْقً) أسَفِي !! خَبِّــرِيــنِي هل سيُجدي الندمُ ؟
ليت شعري (حمصُ) ماذا أذنبت كــــــي يُواريها اللظى المُلْتَهِمُ
و(حــمــاةٌ) مالـــــذي أودى بها وجـــــــراحُ الدهــر لم تـَلْـتـَئِـمُ
وسلوا الشَّهْبَاءَ يا قومي (حلبْ) ما جرى والحربُ إذ تـَضْطـَرِمُ
ما لها (درعا) بكت مـن غُصــةٍ ثــم ثـــارت مـــن ثراها الحممُ
هـــــا أنا ألْــمَــحُــهَــا لا تـنـثـني تــتــلـقى الخَـــطـْــبَ إذ تبتسمُ
وسلوا العالم فيما صــمـْـتـــهــم هــــل تـَمَطـَّاهُم وغـَشَّى الصَّمَمُ

***

إِيــــــه يا (بشارُ) ما أرْكَــسَكُــمْ يَــــــدُكُمْ شُّـــلَّـتْ وشُّلَّ المِعْصَمُ
إِيـــــه يا سفاح خبرني أمِــــــنْ ســـــــــوريا مــن شعبها تنتقمُ
سَـائِـلِ الأطفال فــيــما ذُبحـوا ؟ وسـَلِ الأعراضَ عمن أقـْدَمُوا؟
رُبَّ طــــفــــلٍ مَــسـَّــهُ إرهابُكـم فَــــقـَـــضَــى نـَحْبًا كَسَاهُ الورَمُ
رُبَّ عِــــرْضٍ لم يُراعي طـُهْـرَهُ أمْـنـُـكَ القـَـــومِي وذِئْبٌ مُجْرِمُ
رُبَّ شــــيـــخٍ فــي حَـمَـاةٍ هَـرِمٍ تـِيهَ لـــــم يشفع لديكَ الهَـــرَمُ
أيـــهـــا السافلُ يـُـبْــدِي نـَـزَقـًــا يا رَبِــيـــبًـا لِمَـــجُوسٍ أجْرمُوا
قـُّــبِّـــحَـتْ (قـَـوْمِـيَّـةٌ) أنـت لها مَـــثـَــلٌ أعــــلى وعَـقـْـلٌ مُلْهِمُ
قـُّــبِّـــحَـتْ (قـَـوْمِـيَّـةٌ) في ظلها يستفيضُ العارُ يـُهْــــرَاقُ الدَّمُ
قـُّــبِّحَـتْ (قـَـوْمِـيَّـةٌ) قـد أُبْرِمَتْ بـــيـــدِ الفـُـــرسِ وأنت المُبْرِمُ
أتظن الـــــدمَ يَمْضَي هَـــــدَرَا ؟ هُـــــــو يا سفاحُ ســــيلٌ عَـرِمُ
لا تظـــــــن (إيرانَ) أو شيعتِها جــبــلٌ يـحــمــي وسَــدٌّ يَعْصِمُ
ليس يُغني حُمْــــقَ فِعْلٍ طائفي قــــد تــــولى عهدُك المنصَرِمُ
ثأرَ الشــعـــــــبُ كإعصارٍ لِكَيْ يسقطُ الباغي يُــــدَاسُ الصنمُ

***

يا بلاد الشام صبراً قــــــد بـدت بـسـمةُ النصـر ضحى لا تـُحْجَمُ
وَلَغَ الكلبُ فـَشُـــــدِّي واغـسلي سبعَ مــــراتٍ يُـــزال الـسـقـــمُ
لا تمدي نحو غَــــــــــرْبٍ مُقـْلَةً إن فـــــي الغربِ لَـمَـكْــرٍ يُـبْـرَمُ
جيشكِ الحرُّ أرى إِقـْـــــدامـــــه وأرى شــبــيــحـةً تـَستــســلــمُ
وأرى شــعــبــاً أبـِـيـًّـا مــــاردا وأرى إصـــــراره لا يـُـهـــــزمُ
وأرى اليأسَ تـَـــوَلَّــــى جَزِعًـا إذ أرى العــزمَ لمن لم يسأمـوا
وأرى فيضَ ابتسامِ الشـــهداء فـَهُمُو فـــــــوقَ النجومِ الأنْجُمُ
فثقي بالله وأمــــضـــي قـُـــدُمَا مـــــــن يكن ذا حِنْكَةٍ لا يُرغمُ