السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٩ صباحاً

واجب ترميم الدوله

عبدالله محوري
الأحد ، ٢٩ يوليو ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ مساءً
نقدر نقول اننا قد تجاوزنا خطر مرحلة الانهيار الكامل للدوله ومكوناتها الاجتماعيه والسياسيه بفضل تدخل الاشقاء والمجتمع الدولي بعد انفراط العقد لدولة الرجل الواحد بفضل الثوره المباركه . ففي خضم هذا الهرج والمرج من الفوضى العارمه ولدت دويلات بديله للدوله المنهاره بشكل عشوائي وفوضوي تم فيه توزيع القوه توزيعا واسعا كحاله طبيعيه اختلطت فيها كل الاوراق السياسيه على الساحه اليمنيه .

هذه الحاله تحتاج اعادة ترميم لاتختلف كثيرا عن ترميم منزل انهار بسبب زلزال ولم يسلم منه سوى بعض الجدران الخارجيه بدون سقف وبعض الاعمده. هنا تقع علينا مسؤولية ترميم السلطه مع توزيع عادل لمراكز القوى واستبدال حكم الفرد المطلق بديمقراطيه تصاغ بطريقه ترضى بها جميع القوى الوارثه للنظام الاحادي المنهار.اذا نحن نحتاج لتصّور يحمل في طياته خيالا خلاق كما قال مكتشف قانون النسبه انيشتاين -ان الخيال اهم من المعرفه - يعني انك لايمكن ان تبدع اذا كنت لاتملك خيال ولكي نستطيع تجاوز الواقع السياسي الهش وترميم الدوله على اسس متينه قابله لااستيعاب الحاضر بكل تناقضاته وخلق فرص محسوسه لمستقبل التعايش السلمي والخروج من الظلمات الى النور ونبذ العنف والاقصاء والاحتكام جميعا للقانون يتوجب علينا الدخول في الحوار الوطني والقبول بنتائج الطاولات المستديره .

هذه هي المهمه الوطنيه الملقاه على عاتق الحوار الوطني بمساعدة قانون العداله الانتقاليه هذا الثنائي المهم جدا لاعادة بناء الدوله الجديده , ونتمنى من المشرفين عليها ان يكونوا مزودين بجرعات كبيره من الصبر والحكمه وكثير من الخيال الخلاق . فبدون نجاح الاثنين معا قد نفشل في لم الشمل ولانستطيع الوصول لنتيجه تخرجنا من هذه الفوضى وعليه يجب ان يكون هناك عفو عام وشامل لجميع من حمل السلاح في وجهه الدوله تحت شرط الانظمام الكامل والانتمى الكامل لدولة النظام والقانون الجديده . وسحب جميع الاسلحه الثقيله من جميع الاطراف التي تهدد السلم الاجتماعي للدوله سوى كانوا جماعات او قبائل .

ان الثأرات لاتصنع اوطان ولا تحيي الموتى والحروب لاتخدم التطور الطبيعي للشعوب ولذلك يجب على الجميع التضحيه وقبول الاخر واعطاء فرصه للجميع في العيش بسلام . وان لاننسى الماضي ليكون لنا عبره في المستقبل تحمينا من التكرار.ان كل مانره اليوم من تطور وازدهار ونجاح في كثير من بلدان العالم كان في يوم من الايام مجرد احلام وتطلعات لاغير.وكما قالت داعية الحقوق المدنيه الامريكيه اليانور روزفلت - انما المستقبل لأولئك الذين يؤمنون بجمال احلامهم. واختتم المقال بهذه الجمله من اقوال انيشتاين والتي تحمل الكثير من المعنى المخلوط بالفكاهه قال.. انا لا اعرف السلاح الذي سيستخدمه الانسان في الحرب العالميه الثالثه , ولكني اعرف انه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالميه الرابعه.