الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤١ مساءً

المؤتمربين التحول والإنقسام

عبدالله الزبيري
الاثنين ، ٣٠ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
في مقيل يجمع الجيران سألت أحد الجالسين ، برأيك : ماذا سيفعل المخلوع عند إعادة هيكلة المؤتمر ؟ فأجاب (يفعل له حزب ثاني)

لم أتوقع هذه الإجابة من شخص بسيط يدرك أن المخلوع سيجالد على لقب زعيم وفي نفس الوقت يريد أن يخرج إلى المعارضة ليعود للحكم ، ولكن.... هل ستظل الصدارة لأصحاب النفوذ وأرباب الأموال في الحزب الجديد كما هو في المؤتمر وتبقى النخب الثقافية والأكاديمية والطلابية في منأى عن صنع القرار داخل التنظيم ؟ أعرف الكثير من الزملاء يتذمرون ويتمنون إعادة هيكلة المؤتمر ليتحول إلى تنظيم حقيقي لا شؤون قبايل كما هو حاله من قبل ، لم يكن المؤتمر إلا أداة لحصد الأصوات وصعود مجموعة من القبايع والعساكر إلى السلطة يديرهم صالح بالريموت كنترول مقابل غض الطرف عن فسادهم ونهبهم لأموال وثروة الوطن ، لايخشى المؤتمر على سمعتة لأنه لا يوجد لديه أعضاء ينتقدونه ويخشى خذلانهم

أو يحرص على كسب ثقتهم ، بل لديه أتباع مطيعون منقادون جاهزون للتصفيق وإطلاق الصيحات بالروح بالدم نفديك يا علي ، غير أن هذا الوضع تغير ، فالثورة فرضت إعادة النظر في وضع المؤتمر السيء وهناك شرفاء كثر بداخله يريدون تحريره من يد العائلة ، وهي رغبة الأحرار داخل المؤتمر في التمايز وتحويل المؤتمر (شؤون القبايل) إلى تنظيم وطني فاعل وأعتقد أن المخلوع يريد أن يتخلص من اولئك الأحرار ويبقي الأتباع وأباطرة الفساد لأن الأصوات المرتفعة والأفكار الجديدة صارتا تزعجانه أيما إزعاج ، وهو من يحب أن يسمع كلمة حاضر ونعم ولبيك وأبشر ولا مكان لديه لدعنا نفكر أو ندرس الموضوع واللاأآت أضحت كثيرة وأعتقد أن هذه الفكرة ليست تخمينآ وأن إجابة صديقي بإنشاء حزب جديد للمخلوع تستحق التأمل والتوقف كثيرآ عندها . إعادة هيكلة المؤتمر لها ما يبررها فالمؤتمر شريك في الحوار الذي لن ينجح بابن دغر والراعي والبركاني ولا بد من وجوه جديدة تحمل مشروعآ وطنيآ بديلآ عن المشروع العائلي والصغير الذي يقف عائقآ أمام الوطن ، وليس هناك مانع أو ضرر من إنشاء حزب جديد للمخلوع بل سيقود ذلك إلى التمايز بين القوى التحررية والقوى الرجعية داخل المؤتمر ، وحينها فقط ينجح الحوار وبالمؤتمر الجديد الذي يرأسه هادي لا صالح ، ذلك المؤتمر الذي يحترم عقول وأفكار أعضاءه ويحب الوطن لا العائلة وما سوى ذاك فليذهب إلى الجحيم بحذاقة اللصوص وبلاهة المصفقين . فإن لم تحدث الهيكلة فإن استقالة هادي من المؤتمر أمر تفرضه ضرورات المرحلة وما استقالة الإرياني إلا إعلان عن بداية البداية لأحد أمرين

إما تحرير المؤتمر من الشخصنة وتحويله إلى حزب حقيقي يخضع للوائح والأنظمة الداخلية لا لرغباب فرد متسلط

وإما خروج الشرفاء والقادة السياسيين والتاريخيين للمؤتمر لتكوين مؤتمر آخر يليق بأعضائه ويلبي طموحاتهم الوطنية