كان اختبار جهد stress -Test لمتانة الجهاز السياسي والأمني المساند - نظرياً- للثورة. يستطيع صالح أن يركن الآن إلى أن تدابيره المستقبلية قابلة للحركة وممكنة.
قبل فترة قريبة أهداه رئيس الجمهورية "لواءً" وكلف وزير الدفاع بعمل كل ما من شأنه أن يجعل من الهدية "أنتيكة لا تُهدى مرة أخرى ولا تُرد".
من ذلك: بناء معسكر خاص في سنحان لهذا اللواء.
خلال عام هدد شباب الثورة: سنقتحم الوزارات، سنستعيد ملكيتها.
لكن صالح، عندما قرر، استعادها في 31 دقيقة. ثم تركها بمحض إرادته مؤقتاً ريثما يدين عملية الاقتحام ويضحك قليلاً.
قال وزير الداخلية في تقريره لمجلس الوزراء: إن الاعتداء على وزارة الداخلية عمل غير عفوي.
وهذا اكتشاف عظيم، بالفعل.
في مسرحية "إلا خمسة" تقف ماري منيب على الشرفة، تنظر إلى عادل خيري- المحامي- الذي قدم للتو ليعمل لديها.
تسأله: إنتِ يا مصيبة، إنت يا شيطانة، إنت جاية تشتغلي إيه؟
لكن، بصراحة،
وفي الليلة الظلماء
يفتقد الأحمر .
ذلك أن شباب الثورة سلموا النصف الثاني من سيرتها إلى ساسة لا يمتلكون القدرة ولا الخيال لمهمة جسيمة كهذه.
