الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٩ مساءً

سقوط اقنعة علماء الجهل

عبدالله محوري
الجمعة ، ٠٣ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
في البدايه يجب ان لايفوتنا هنا قبل الدخول في الحديث عن العلاقه بين الدين والسياسه انه لاتوجد اي حضاره في التاريخ بلا دين وقيم تنظم حياتها وتشكل اهدافها ومن اجل ضبط المجتمع وتنظيمه وحتى الكثير من العلماء الغربيين المتخصصين في كثير من ميادين العلوم الطبيعيه يعبرون دائما في مذكراتهم وكتبهم عن عظمة الدين في مساعدة الناس على التعايش مع الاسئله الصعبه المتعلقه بالوجود . وقد كتب المؤرخ الاغريقي فلوطرخس- لقد وجدت في التاريخ مدنا بلا قصور ومدنا بلا مدارس ولكن لم توجد ابدا مدنا بلا معابد..

ان العلاقه بين الدين والسياسه قد سيطرت على الساحه الفكريه والثقافيه اليمنيه منذ قيام الوحده الى اليوم وذلك نتجيه طبيعيه للاختلاف الكبير بين التيارات الفكريه والثقافيه الموجوده على الساحه السياسيه والتي تخاف من مصادرة الاسلام السياسي للسلطه محاولين حصر رجال الدين في ممارسة الدين في اصله الروحي والابتعاد عن الدخول في التشريع المؤسساتي والنفوذ الاجتماعي . لكن تحالف رجال الدين مع الحاكم الجائر المستبد وتبرير ظلمه للناس والحث على طاعته الى جانب التشدد الديني المبني على الفقه الوضعي وممارسة الوصايه ودعم العنف وتحليل دم واعراض الناس بالفتاوي العشوائيه مثل ماحدث اثناء حرب 94 وتبني بعض من يّدعي العلم اسلوب الارهاب ودعمه بالفتاوي والمال والرجال من خلال انتشار المعاهد الدينيه التي تم انشاءها خصيصا لغسل ادمغه الشباب وحشوها بالكراهيه للحياه وتحقيرها وزرع في نفوسهم حب الانتحار ظانين انهم سيربحون الفوز العظيم بالجنه وحواريها بينما علماء الارهاب واولادهم واقاربهم مشغولين بالتجاره وجمع المال وتجميع الحوريات على الارض والتفنن في ايجاد كل الفتاوي التي تمهد الطريق للفوز بالمزيد من حواري الارض على قولة المثل عصفور في اليد خير من عشره فوق الشجره .

لقد فضحت هذه الازدواجيه والانفصام في الشخصيه المتلبسه بالدين من اجل الفوز بالدنيا وعرّت وجوه الكذب والخداع وسقطت الاقنعه للكثير من علماء الجهل والموت واعطت فرصه تاريخيه نادره لخلط الاوراق على الساحه الثقافيه والفكريه اليمنيه لتحجيم دور علماء الظلام -- وفتح نافذه على اصحاب الفكر المتنور للاسلام السياسي الذي يؤمن بالحوار والحفاظ على نوع من الاحترام بينه وبين من يخالفونه في وجهات النظر واحترام الخيار الديمقراطي من اجل التبادل السلمي للسلطه واحترام ارادة الناخب والاحتكام لصناديق الاقراع قد يخرجنا من هذا المأزق الفكري الثقافي واسلوب حوار الطرشان .

ن الاحزاب الدينيه الجديده قد تخلق مناخ سياسي مريح للجميع على الخارطه السياسيه للبلد هذا ما نتمناه من اجل مستقبل امن للجميع-- واختم بهذه المقوله للسياسي البريطاني ونستون تشرشل حيث مر في احد الايام باحدى المقابر وشاهد ضريحا كتب عليه- هنا يرقد الزعيم السياسي والرجل الصادق ..فتعجب وقال لمن معه عجبي ان يدفن الاثنين في قبر واحد.. هذا الموقف للرجل السياسي والاديب والرسام في ان وللعلم انه حاصل على جائزة نوبل للاداب لعام 1953 يوضح لنا بكل صدق ان السياسه والصدق شتان لايجتمعان في شخصا واحد وان السياسي لايمكن ان يمارس السياسه وفي نفس الوقت يكون خطيب وواعظ كما يحلو للكثير من المتخذين من التدّين السياسي وسيله سهله للوصول للسلطه دون اي اعتبار للدين كرساله ربانيه مبنيه على ثوابت لاتقبل القسمه او المساومه