الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٦ صباحاً

ظِلال الكلمات

جلال غانم
الأحد ، ٠٥ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤١ مساءً
كلمات أخرى تخترق ذاكرتي تشعل سيجارة الحنين الأولى , وفصل عشقي وتأملي الأول , تعيد توزيع أوراق شتاتي , ترسم ملامح فجري فأحاول أن أظللها بما تبقى لي من قصائد وأفكار على عجل وألون بها فصل خادع ومخيف من حكاية شعب ووطن متعدد الأوجه والصرخات و التي تتكرر في أول معركة مع القدر ومسافات تفصل بين هذه الكلمات كفصل دائم بين الموت والولادة .

مخترقة بذلك الرقم الصفري للحياة والتي جاءت متأخرة في ترتيب شهقتي الأولى وعشقي الأول

زمن للحنين وقيثارة للأغاني وبينهما حب أستلهمه دوما من مدن وروايات عشقتها حد الصمصم .

فتأخذ مني مساحات الوجع والنزيف الأكبر فأحاول أن استميت بما تبقى لي من تعب السنديان دفاعا عن قاموس محيطي وأيامي الباقية والتي تشكلت وفق إيقاع ألواني وسنين عمري .

رائعة دوما تلك اللحظات التي ننظر فيها إلى الماضي دون خوف ودون حقد وأيضا دون كراهية ودون تفاصيل معقدة استلهام للحظات الجنون والتي تمدنا بقوتنا الذاتية متجاوزة بذلك حقول من الألغام والأماكن المحظورة في جليد وربيع عمري الآخر .

مازلت أنا ذلك التائه في محراب غيابك!! أتشبث بكلماتي كالغريق الذي يتخبط ويحاول النجاة من طوق الموت

مازلت اليوم حاضرا كالمطر الكوني الدائم .

وما زالت لوحة بيكاسو كما هي معلقة على جدار حائطي وأمام دقات قلبي والتي لم تعرف يوما التعب بل ازدادت توهجا والتي تسحرني دوما بلحظات تأملي لها في خريفها وفي تفاحة خدها ورمانة عمرها المديد والطويل والذي تجاوز عمرنا وحلمنا الافتراضي .

فأزمتنا الكبرى أننا لا نستطيع أن نقاوم دموع خاصرتنا , وسقف أحلامنا ما زالت تتذبذب وفق مقياس ريختر بالرغم أنها ربما لم تجد طريق للنور إلا أنها دون تحاول رسم الظلال المتكررة للكلمات علٌها بذلك تفتح نافذتها على أمل جديد وعمر قادم .