الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥١ مساءً

نرحل .. وتبقى الصور

أحمد مصطفى الغر
الاثنين ، ٠٦ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ مساءً
تومض الذكريات وتتلاشى، ويتقابل الأصدقاء ويفترقون، ويتوالى آخرون على نفس الأماكن فى أزمنة مختلفة، ولا يبقى سوى الصور لتذكّر أصحابها بأنهم قد مروا من هنا ذات يوم ، وأن لهم هنا ذكريات !

لطالما تساءلت " لماذا يفترق الناس؟! " ، كانت الاجابات كثيرة ، لكننى لم أجد أبلغ من هذا الرد : " إننا نفترق .. كى يكون هناك معنى للقاء فيما بعد " ، لكن للأسف فكثيراً ما يفترق الأخلاء دون لقاء لاحق ، ويعيش كلا منهم على أمل بهذا اللقاء الذى قد يمر العمر أحياناً دون أن يأتى أو تراه الأعين.

بين صفحات الألبومات القديمة .. صور كثيرة ..وجوه باسمة ضاحكة .. أماكن قديمة بعضها باقٍ والبعض الآخر تغيرت ملامحه فبات فى الصور كأنه أطلال لشئ قديم ، لا يدل شئ على وجوده سوى صورنا ـ هذه ـ التى إلتقطناها بجواره ، فى الصور أيضا أجد قصص قديمة ربما تعجز الكلمات عن وصفها ، حكايات من صداقة وحب .. ولحظات من فرح و قليل من الحزن ، فى الصور بلاغة ضمنية عن أحداث من الصعب سردها ، فى الصور أيام جميلة مرت من عمرنا كنا نظن أنها ستتكرر ، لم يكن لأحد أن يطلع على المستقبل ليعرف ما إذا كانت ستتكرر أم لا ، كنا ندرك أن الأيام ـ لا محالة ـ ستفرقنا بمخالبها القاسية ، لكن لم نتصور عدم اللقاء مجدداً ، وهنا تظهر أهمية تلك الصور .. لتعيد ما مضى ، فإن كانت عودة الرفاق مستحيلة ، فإن ذكراهم باقية فى الصور ، البعض منا رحل إلى بلاد بعيدة و إنقطعت أخباره ، وأخرون رحلوا عن دنيانا ، و بقى قلة قليلة نتقابل على فترات متباعدة فى المناسبات.

لا تمزقوا الصور ، ربما لن تمنحكم الأيام فرصة أخرى لإلتقاط المزيد منها ، و إن منحتكم تلك الفرصة فربما لن تتكرر نفس الصحبة أو الأماكن أو الأزمنة ، إختفظوا بالذكريات فى صور .. فالصور تبقى و ان رحل من فيها !