الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٣ مساءً

تكريم و حداد .. ثم ماذا ؟!

أحمد مصطفى الغر
الاربعاء ، ٠٨ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٥٠ مساءً
بكل الأسى أكتب عن أحداث رفح و أحتسب مع كل المصريين من ماتوا فى تلك الأحداث من الشهداء الأبرار ، قد لا يكون هذا الحادث هو الاول من تلك الحوادث التى تستهدف أمن مصر واستقرارها ، لكن ربما يكون الاول بهذه القسوة فى هذه الأيام المباركة وبالتزامن مع ساعة الافطار ويخلف هذا العدد من الضحايا والمصابين خصوصا وأنه يأتى فى لحظات دقيقة تمر بها مصر ألان ، فتقريبا منذ العام 2005 وتشهد مصر أحداثًا تستهدف ضرب الاستقرار المصرى فى سيناء و السياحة المصرية ، لكن على ما يبدو ما من تغييرات جذرية قد حدثت فى الاستراتيجية الأمنية التى يتم اتباعها لتأمين تلك البقعة الغالية من أرض مصر (سيناء) ، تلك التى إستردها الأباء و الأجداد بالدماء فى حرب من أعظم حروب التاريخ فى السادس من أكتوبر 1973 .

مصر الرسمية تعلن الحداد ، قادتها فى اجتماعات ومشاورات وزيارات ميدانية لموقع الحدث والمصابين ، فضائياتها الحكومية والخاصة تضع خطاً أسوداً أعلى الشاشة معلنة عن حزنها " لكن غالبيتها مازالت تبث ما تبثه من أغانى ورقص ومسلسلات ، فهو حداد رمزى على ما يبدو" ، تعج البرامج والنشرات الاخبارية بالمحللين الذين يتقمص بعضهم شخصية "شارلوك هولمز" متحدثاً عن واقعة سمع عنها فى نشرة سابقة أو قرأ عنها فى جريدة الأمس ، يلقى بالاتهامات نحو هذا أو ذاك دون أن يسبق كلامه بأن هذا مجرد إعتقاد شخصى أو تخمين وليس أكثر من ذلك ، أما مصر الشعبية فهى حزينة على خيرة شبابها الذين فقدوا أرواحهم من اجل هذا الوطن ، وبين مصر الرسمية والشعبية تكمن صراعات تستغلها بعض القوى السياسية لتحقيق مكاسب قذرة فى ظل الأحداث ، فهذا يتهم ذلك ، و ذاك يخون هذا ، حتى الجنازة لم تسلم من أفعال مرتزقة فلول النظام البائد سواء بالاعتذاء على بعض الرموز الوطنية أو حتى التعدى على موكب رئيس الوزراء .

إذن تمّ الحداد المتواضع ، وتنتظر أسر الشهداء التكريم الدنيوى من الدولة ، لكن ماذا بعد ذلك ؟! ، ألم يحن الوقت بعد لتفعيل دور الدولة فى سيناء من خلال مشروعات قومية كبرى و استثمارات حقيقية يواكبها مشروعات خدمية سواء لأهل سيناء من البدو أو للملايين من الشباب التى يستوجب على الدولة دفعهم نحو سيناء للعيش فيها وتوطينهم هناك ؟! ، ألم يحن الوقت لفرض سيطرة أمنية حقيقية على كل شبر من أرض الوطن ـ وليس سيناء فقط ـ أم أن الأمن مازال يشعر بالكسوف والحرج من النزول الى الشوارع لتأمين البلاد ؟! ، لقد حان الوقت لمصر بأن تعيد النظر فى معاهدة السلام مع الكيان الصهيونى بما يسمح لها بفرض الامن على الأرض المصرية ، الأمر لم يعد يحتمل انتظار وقوع أحداث مماثلة فى المستقبل ثم نتحدث عن ملاحقات للجناة ، وسواء تم ضبطهم أو لا .. فإن الأمور ما تلبث أن تعود لتهدأ مما يعطى فرصة لجرائم أخرى جديدة ، حان الوقت للتعامل بحزم مع كل خارج عن القانون مع ضرورة تحقيق العدالة للجميع ، ويواكب ذلك تطهير للفساد وتجفيف لمنابعه فى اجهزة الدولة المختلفة وعلى كل المستويات.

لكن إلى أن يتحقق كل ذلك .. من يجب محاسبته الآن عن أرواح الجنود التى راحت و دماء المصابين التى سالت ؟