الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥١ صباحاً

التشدق بحب الوطن

سمير المعمري
الاثنين ، ١٣ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
الوطن هذه الكلمة القليلة الاحرف ،الزاخرة بالمعاني والاحاسيس والمشاعر والنابضة بالعطاء اللامحدود ،والملاحظ ان كثيراً من الناس لا سيما السياسيون يرددونها باستمرار كلما ارادوا الحديث في اي مجال من المجالات المختلفة -سواء أكانت سياسية ، اقتصادية ،تعليمية ، صحية أو غيرها -وخاصة اذا ما اُنيرت وجوههم بفلاشات الكاميرات .

فتراهم يعتبرون حب الوطن واجب ديني واخلاقي يُحتم على كافة المنتمين له استشعار هذا الحب في النفوس وترجمته على الواقع من خلال التصرفات والاعمال الساعية الى البناء والتشييد والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ،بل انهم قد يصورون الوطن بالمحبوبة الغالية والمعشوقة الفاتنة ، ولسنا ننكر عليهم هذا الشعور السامي الذي ان صدق دعم ورسخ معاني الانتماء والولاء الوطني لدى المواطن ، وانما تعجبنا واستنكارنا للادوار التي يؤديها بعض الساسة الذين اصموا اذاننا بكلام عن الوطن وحبه لكن كلماتهم واقوالهم لم تتجاوز شفاههم ، فتجدهم يتشدقون بحب الوطن وحرصهم عليه ، وهم أول من ينتهك حرمة الوطن وينهب خيراته ويقتل خيرة شبابه ، ويبيع اراضيه ومياهه، ويعيث فيه فسادا،متقمصين بكلامهم عن حب الوطن دور المحب الغيور على وطنه والعاشق المتيم بترابه وحبات رماله لاثارة الشعب والتضليل عليه كما هي عادتهم ، طامعين بافعالهم المخلة بالامن والمقلقة للاستقرار رضى سيدهم علي صالح وكسباً لفائدة مالية يلقيها لهم من اموال الشعب التي سرقها وكدسها في كافة بنوك العالم خلال 33 عاما من الحكم اسس خلالها قواعد الظلم والقهر والاذلال والفساد ، وها هو يستخدم الفتات من هذه الاموال في اثارة الفوضى ،وهذا شيء واضح وجلي لمن له قلب ينبض بالحب الحقيقي للوطن فيعي ويدرك الحقائق وهنا نذكرهم لعل الذكرى تنفعهم فتكون طوق نجاة لهم من خزي الدنيا وعذاب الاخرة بقوله تعالى (يا أيها الذين امنوا لما تقولون ما لا تفعلون ) وقوله تعالى ( اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم )وقوله ايضا(وقالوا ربنا انّا اتبعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا )،،، فكم هو مسكين هذا الوطن الذي تتجاذبه الاهواء والمصالح الشخصية وحب التملك وشهوة السلطة ، رغم جوده وكرمهم معهم والسماح لهم بالسير فوق ترابه الطاهر، وعلمه انهم من امتص ثرواته وخيراته لمدة ثلاثة عقود ونيف فلا تتشدقوا بحب الوطن والكره يملأ صدوركم .