الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٥ مساءً

تقنية بناء الوطن

شاكر السيد
السبت ، ١٨ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٥ مساءً
تقنيــــــــــــــــــــــة بناء الوطـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن
ملك الإصلاح :
لقد أمضي الشعب اليمني في الاعوام السابقة لقد عاش الشعب في حلمآ كانوا يرددوه ويراوده على مدار الاعوام الماضية، أساسه التعليم بناء وتطويرا. سمعناه وعشناة ولكن لم نلمسة ولم يتحقق آماله وتطلعاته لهذه الأمة.ا
لتعليم ـــ دون أدنى شك ـــ هو ثروة الوطن الأولى والاستثمار فيه هو في بناء الإنسان القادر ليكون حجر الزاوية الأساس في مسيرة التنمية للرقي بالوطن والمواطن في مجتمع معرفي مبدع. فالمعرفة هي المسار وهي الخيار وهي الرؤى التي نراها تتمثل في الاستثمار الحقيقي بتمكين تلك المؤسسات التي تمثل الأركان الرئيسية في البناء المعرفي كالاستثمار في «تطوير» بوزارة التربية والتعليم وبرنامج البحث والتطوير في المشاريع التي سيكسبها في الحياة للأجيال القادمة في العلوم والتقنية والتعليم العالي فالرعاية الموهبة والإبداع والاتصالات والعدل والتدريب الفني والمهني والصحة. كل هذه المرافق وتأمين الاستثمار في تطويرها وبنائها وتحديثها هي أهم عوامل الإصلاح في مسيرة البناء والتطوير. وهي الأمل إذا كنا سننقذ إنسانيتنا من الجهل والفقر والمرض، ونحقق التنمية المستدامة والقيمة المضافة في ثروة الوطن الأولى.

توسيع قاعدة التعليم :
عندما تحدثت عن حلم الملك الإنسان وملك الإنسانية وخادم هذه الرسالة العظيمة التي بدأت بمبدأ العلم والمعرفة والتبصر في قوله تعالى: (اقرأ بسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ...) أردت أن أؤكد أن الاستمثار في إنسان هذا الوطن والوصول إليه وتمكيــنه من التعلم والمعرفة في جميع مناطق الوطن على جميع المستويات إنما هو رسالة واجب تعكس الأمانة التي حملتها وأمنت عليها قيادة هذا الوطن الكبير منذ دخولهم في الاسلام.

الاهتمام بالتقنية :
نحن نعيش عصر «الثروة المعرفية» ومن أهم مقوماتها التقنيات الحديثة وخصوصا تقنية المعلومات والاتصالات التي تلعب الدور الأساس في تطوير ونمو هذه الثروة بتسارع هائل وبثروات خيالية، وما تأسيس معهد الاتصالات والتقنية إلا تحقيق لرؤى نهضة اليمنيين والمستثمر الأول في مستقبلها لتلبي تطلعات الوطن والمواطن. فالتنافس المهول في عالم المعرفة لن نصل إليه ولن نحقق السبق في ميدانه إلا بالاستثمار السخي في المؤسسات التعليمية والبحثية على جميع المستويات لننهض بالفكر ليحقق العائد المجدي ويؤسس لتنمية مستدامة وقيمة مضافة في ثروات الأمة.

سياسة الابتعاث :
الابتعاث هو من أهم الركائز التي يعتمد عليها الاستثمار في بناء الوطن على أسس يستطيع أن يتعامل بها مع تطوير مكتسباته ويتطور بها بالتعامل مع العالم المحيط به خصوصا في العالم المعرفي الذي نعيشه اليوم والذي ليس له حدود، والأنظمة الدولية التي يرتبط بها العالم ليصبح واحة واحدة تثمر لمن يستطيع التعامل معها بفهمها واستغلالها بالأسلوب الأمثل. وما نراه اليوم ليس غريبا على دولة أعزها الله بالإسلام ورسالته للعالمين حيث إنه واجب علينا أن نفهم لغة العالم التي يخاطب بها هذا العصر وتستمر ثروتنا المادية لبناء الثروة الفكرية. ولا يخفى على أحد في السبعينات والثمانينات الأعداد الهائلة من الطلبة المبتعثين والذي نرى دورهم في مسيرة التنمية للوطن الغالي.

تعليم المرأة :
المرأة هي الأخت كما الأخ والبنت كما الابن والزوجة كما الزوج والصديق كما الصديقة والأم كما الأب والمعلمة كما المعلم. وهذه طبيعة الخلق. فأي مجتمع يعيش حياة طبيعية ويحمل رسالة إنسانية ويتحلى بخلق أساسها العدل والمساواة أسسها لنا ديننا الحنيف لابد أن يعطي المرأة حقها كما أعطاه للرجل فتشريعنا أكد ذلك منذ أكثر من أربعة عشرة قرنا مقارنة بالتشريعات التي يعيشها عالمنا اليوم والتي لا يزيد عمرها عن قرن من الزمن. فكيف نستغرب أن تكون هذه القيادة التي أمنت على خدمة أمة الإسلام وحملة مسؤولية الحفاظ على ا لجامعات لتحقيق الحق المؤكد للمرأة كما هو للرجل في بلد الإسلام والسلام. هذه الرسالة التي حملتها قيادتنا الرشيدة للبناء والاستثمار في ثروة الوطن الأولى.

الحوار الوطني :
نحن أحوج ما نكون إلى لغة الحوار فهي لغة القرآن ـــ لغة الإسلام ـــ وهي لغة الإنسانية كما هي لغة الملك الإنسان، الذي سخر كل مالديه لخدمة رسالة الإسلام السمحة التي تحمَّل مسئولية خدمتها وتوصيل مفاهيمها العظيمة لإثراء الإنسانية ومحاولة إنقاذها في عالم تسوده قيم مادية طغت على السمو الروحاني عله يجد التوازن والاتزان في لغة عصرية تحاكي عالم اليوم مبتدأ بنفسه ومجتمعه « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

إن ما نراه اليوم سائدا هو استغلال الدين كوسيلة ليخدم أهداف سياسية تخدم أشخاصا ومجموعات للوصول إلى أهدافها وغاياتها بينما الأديان على مختلف الأزمان نزلت لأهداف سامية بتشريعات إلاهية تحفظ للإنسان مكانته وكرامته ليحمل الأمانة التي اختاره لها المولى عز وجل من بين مخلوقاته لإعمار الأرض والحفاظ على خيراتها.