الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٩ صباحاً

فرحة العيد المنقوصة!

أحمد مصطفى الغر
الثلاثاء ، ٢١ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
كثيرون يرددون أن " العيد هذه الأيام .. ليس كالعيد منذ عقود مضت " ، يرى البعض أن الفرحة قد باتت نادرة هذه الأيام ، حتى أيام العيد ، ربما يردد ذلك من عاشوا أيام الأعياد فى الماضى حيث لم تكن العادات قد إختلفت و التقاليد كانت ما زالت موجودة و يحترمها الجميع ، لكن الغريب هو أن صغار السن يقولون نفس الكلام .

فى الحقيقية نحن من نفسد فرحة أيام الأعياد ، وجعلنها فاترة و كأى أيام أخرى فى العام ، باتت صلة الرحم و الزيارات المنزلة تقتصر على إتصالات هاتفية للتهنئة ، بل والبعض يزيد من إختصارها لتصبح رسائل قصيرة على الهاتف ، البعض يستغل يوم العيد فى النوم من تعب أيام العمل ، فينام طوال نهار يوم العيد و يستقظ طوال الليل متابعاً التلفزيون او للخروج إلى الحفلات أو ما شابه ، تحولت ليالى رمضان من زيارات الأهل والسمر معهم و الخروج مع الاصدقاء للتنزه و تبادل الأحاديث والذكريات إلى ليالى للحفلات الغنائية الراقصة و تسكع بعض الشباب بالسيارات بسرعات مرعبة على الطرق ، أصبحت الالعاب النارية تلطخ سواد السماء بألوانها و تكسر هدوء الصمت بضوضائها المضافة إلى الأغانى و الموسيقى الصاخبة.

كيف نفرح و إخوانا فى بورما و فلسطين و سوريا يعيشون تحت وطأة الرصاص ؟! ، وحتى هنام مناطق أخرى من بلاد العرب والمسلمين تأن من وقع التفجيرات و المنغصات من الحين الى الآخر ، لقد أفسدت السياسة و رجالها كل شئ جميل فى حياتنا ، فأصبحت فرحة العيد ـ إن وجدت ـ منقوصة وغير مكتملة ، حاول أن تفتح صفحة الحوادث فى أى جريدة ثانى أيام العيد لتجد أن الحوادث زادت عن ما هى عليه فى الأيام العادية ، وكأننا قد بتنا ننتظر أيام الأجازات لإفتعال المشكلات التى تغتال فرحة العيد.

صحيح أن هذا لا ينطق على كل المناطق فى بلادنا ، لكن فرحة العيد باتت مختلفة عما سبق من أيامنا الجميلة ، وان لم يكن السبب فى اختلافها أيا من الأسباب السابقة ، فإن ثمة أسباب أخرى كثيرة لا تنتقص فرحة العيد فحسب ، بل كل فرحة و سعادة فى حياتنا ـ تخلصوا من الاسباب بأقصى سرعة .