الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٢ مساءً

فرعون الحداتة

عبدالله الزبيري
الاربعاء ، ٢٢ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
إن للفاطر فطرهْ
تجعلُ الإنسانَ يأبى الذلَّ
لا يُسْلِمُ أمرهْ
وإذا ما واجهَ الإنسانُ ذُلاً
توقدُ العزةُ من تحت حناياهُ الأبيةِ
ألفَ جمرهْ
وإذا الظلمُ تمادى
روحه تزمع من أحشائه
إعلانَ ثورهْ
وُلد الإنسانُ مجبولاً
على أن لا يضيع العمر حسرهْ
وعلى حب المسرَّهْ

وعلى أن لا يذوق الأسرَ يومًا
يعشق الموتَ لتبقى
أنفه شامخةً
والنفس حرهْ
وإذا أذعن يومًا
إنما أذعن من خوف المضرَّهْ

***

مصدر الظلم الأسرَّهْ
قال فرعون: (أنا ربكم الأعلى)
وشاء الله أن يبقى
مدى التاريخ عبره
عندما يستغنيَ الإنسانُ يطغى
وأرى فرعون في كلِّ زعيمٍ
زادَ في الطغيان خبرهْ


كان فرعون يسمي الشوك شوكًا
بينما فرعون هذا العصر
سمى الشوك زهرهْ
وإذا فرعون قد حطَّ لطفلٍ
جمرةً بجوارِ تمرهْ
إن فرعون الحداثةِ
حطَّ للجمهورِ كي يختار في حريةٍ
جمرهْ
وجمرهْ
كل من يملك بين الناس
إمكانًا وعزًا
يكشف الطغيان سرَّه
يبتدي مناً ينادي
يا بني قومي أنا
إني...
وإني...
فاحمدوني
فبفضلي قد أمنتم
ها هي الأوضاع فيكم مستقرَّهْ
واشكروني
عندما تأتيكم الأمطارُ
لولايَ
لما جاءت من الأمطار قطرهْ
فاكسروا أصنامكم يا قوم هيا
واعبدوني
أنا من أكثركم عزًا وتبجيلاً
ومن أكثركم في المال وفرهْ

***

كل سلطانٍ تماهى في الظلام
وتمادى
قامعًا بالسوط أفواه الأنام
فبه تنمو (أنا ربكم الأعلى)
ويخـفيها عن الأتباعِ مُـُكرَه