الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٢ مساءً

" ثقافة التعصّب , وفوضى تويتر !!.. "

عبدالله الخراز
الأحد ، ٢٦ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
المبادئ الإسلامية والإنسانية التي من شأنها إعمار قوائم التلاحم والترابط الوطني ترسل رسائل ومؤشرات تُبنى على دعم مليشيا سلمية ضد التعصب والعنصرية بمجمل أشكالها وألوانها وأنواعها..

فـقـوائم الإنسانية:- هي بذرةٌ يانعةٌ تبني معنى التوافق بين أبناء المجتمع الواحد أو الوطن الواحد أو القبيلة الواحدة ..

وقوائم السلمية التي رسمت أشكالاً هندسية تحكي عمل التوافق الانسيابي ضد التعصب هي ضمُّ ذلك التلاحم برابطٍ صلب يلغي الفراغات بين القبيلة والمنطقة وتبني منظومةً إسلامية تنبذ التعصب والعنصرية المغرضة فيُبنى التوافق بحسب منظومةٍ واحدة هي المنظومة الإسلامية..

المبادئ الإسلامية والإنسانية صنعت سفينة نبذ العصبية فلم تأتِ من أجل الترابط العرقي فقط بل من أجل الترابط الفكري والمعرفي أيضاً فلابد أن يعي أبناء تلك المنظومة الإسلامية أنَّ في جعبة تاريخ الأمة أخلاقيات شكّلت لنا احتراماً لبعضنا , وحفاظاً لحقوق الآخرين , وثقافاتٍ للاختلاف , وقبولاً لوجهات النظر , بمبادئٍ يجب التحلي بها..

الأوطان والمجتمعات تسارعت خطاها نحو التقنية وانتقلت معها البنية الاجتماعية القويّة التي يحظى بها أبناء منظومة الإسلام..

فهناك إقبال عظيم على مواقع التواصل الاجتماعي التي صنعت لنا عالماً آخر أتاح فُرَصَ صناعةِ الحكايات , وإفراغ القلوب , وبوح الخاطر , و طرح المواهب لدى العامة , والتعارف الفضفاض وسقف الحرية المرتفع..

نعم.. إنّه عالمٌ مختلف رسم محتوىً ينسخ ما عليه واقع المجتمعات والأوطان فَتُشارِك أبناء تلك المنظومة لكي يرتقوا بالتقنية ويُظهِروا جاونب التوافق السلمي التي بُنيت عليها..

محدثكم الذي تحركت أنامله لنقل أحرفه لكم هو من عشّاق ذلك العالم التقني الجديد أعيش مجرياته وأحداثه وأخباره أشارك إخوتي وخلفيّتي مبادئ منظومتي الإسلامية..

"هناك فوضى فكرية في تويتر!!.."
هذه الجملة ليست بعيدةً عن الحقيقة فقد شَهِد "تويتر" وقائع لـسلوكيّاتٍ قاتلةٍ للمبادئ , وحارقةٍ للقيم..

فتارةً نرى متعصِّباً قبليّاً احتضنته جاهليّةً حمقاء , وآخر يطعن في أبناء وطنه ويقذف شعبه , وثالثٌ يرمي مخالفيه بأقبح الشتائم ولا يبالي بثقافة الاختلاف السلمي , ولم نقف عند هذا فقط فمنهم من تجرّأت أنامله ليتمادى ويمس الذات الإلهية!!..*_*

فلست مستوعباً حتى الساعة ما نعيشه من فوضى فكرية وثقافية في الإعلام الجديد عموماً وفي موقع التواصل الاجتماعي تويتر خصوصاً فـالتقنية الحضارية الحديثة بوابةٌ لعبقٍ فوّاح ينشر ثقافة الرأيٍ الحر , وبوابةٌ لـأريحيّةٍ في صياغة مشاكل المجتمع

والبحث فيها ..
لكن الواقع المشاهد هو بعدٌ قويٌّ عن المبادئ الإسلامية ؛ هذا مؤشر خطر وإشارةٌ حمراء تحكي مستقبلاً مخيفاً وشاحباً فلابد أن نبني وعياً لسلوكياتنا ومبادئنا وثقافاتنا لكي نعيد صياغة المنظومة من جديد ونحافظ على الإعلام الجديد كوسيلةٍ تنهض بالأمة بأكملها..

لا بد أن نقدم نموذجاً حضاريّاً يحكي نهضويّة أمّةٍ عاشت تاريخاً مجيداً لكي نسطّره أحرفاً وتطبيقاً وتوافقاً سلميّاً بين أفراد المنظومة الحياتيّة الراقية..