الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠١ مساءً

لجنة التحضير للحوار ،،،، ومأزق الاعتذار

عباس القاضي
الاربعاء ، ٢٩ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٢:١٢ صباحاً
رغم أني لا أعرف دهاليز القانون ، ولا أدرك إلا ما ظهر من السياسة ، إلا أنني أرى في مسألة الاعتذار للجنوب وصعده – ما يريب .

لأن الشك بهذه اللجنة بدأ بتشكيلها التي تحتوي على أغلبية من النظام السابق والحوثيين وأصحاب النبرة الأعنف في المناطق الجنوبية .

هذه المقدمات الخاطئة جاءت بهذه النتائج الأكثر خطأ – وهو الاعتذار .

فالذين كانوا يمثلون الجنوب قبل وأثناء حرب صيف 1994 لم يكونوا ملائكة نزلت من السماء ،،،بل ارتهنوا للخارج وأعلنوا الانفصال ، وتمترسوا وراء الحدود التي كانت قبل الوحدة ،،،، هل هؤلاء أبرياء ،،، لم يخطئوا بحق الوطن ؟.

بمعنى أن الاعتذار اليوم يبرئ من أعلن الانفصال بالأمس ،،،وكأن الانفصال حق مشروع ،،، والذين يطالبون بفك الارتباط إنما يريدون تصحيح الوضع فيما تم الاعتذار عنه .

مع أنني أكررها للمرة الألف أنني لم أكن مع ما أفرزته تلك الحرب ، ولكن يذهب الأشخاص ويبقى الوطن .

أما صعده فحدث ولا حرج ، خرج من بينهم رجل تتبعه طائفة يطلب البيعة لنفسه ، ويدعو للملكية ، ويجبي الزكاة ، ويلغي المقررات المطبوعة في المطابع المدرسية ويستبدلها بمقررات طبعت في قُم بإيران ، وينزل العلم الجمهوري من علا ساريات المدارس والمقرات الحكومية ، ليستبدلها براية ذات لون أسود يلعن فيها الأمريكان واليهود لكنهم يصوبون أسلحتهم على مسلمين من أبناء وطنهم في صعده وحجة وعمران والجوف .

الاعتذار لهم يعني أن لهم الحق في هذا ،،،، ولم لا فهم مظلومون عندما قامت الدولة بما تمتلك من مؤسسات شرعية وقانونية بالدفاع عن الجمهورية .

مع تحفظنا ومنذ اندلاع الحرب من الأولى حتى السادسة – على الدولة لاستخدامها السلاح ضد أي مواطن ، وإذا كان هناك من يتمرد على الدولة ،فيكون الردع من خلال مؤسسات الدولة بالمحاكة العادلة والنزيهة وبعد أن يتاح له الفرصة الكاملة للدفاع عن نفسه.

وإذا لم يستطع الحاكم بهذه الإجراءات فعليه بتسليم السلطة لمن هو قادر على ذلك .

إن الاعتذار لطائفة تتمركز في صعده دون تجريم لما قامت به من تمرد على السلطة وإسقاط علم الجمهورية وإزهاق الأنفس والتصرف خارج نطاق قانون الدولة أيا كان هشاشتها – يعتبر كارثة .

لأن الاعتذار يعني الإقرار بأفعالهم ،،،ولن نستطيع أن نواجه هذه الفئة الباغية غدا فيما نعتذر عنه اليوم .