الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٥ صباحاً

دعوها فأنها نتنة

يحيى حجيرة
الخميس ، ٣٠ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
قال رسولنا الأعظم عليه أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله، في ذات مرة عندما كاد أن يحصل إقتتال بين المهاجرين والأنصار على سقاية ماء ،وتداعى كلا الفريقيين بصحبه :(أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فأنها نتنة )يقصد العصبية ،وجاء في الحديث أيضآ قوله: (ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل على عصبية أو مات على عصبية) ففي هذا الحديث يخبرنا رسولنا الأكرم ،أنه ليس من المسلمين، أو على ملتهم

من قام بهذه المحظورات ، فلندرك ذلك جيدآ ،كي لانقع في المنهي عنه،ونخسر أعمالنا ونخرج من الملة .

تشهد هذه الأيام بعض دول العرب ،التي إكتست ثياب الثورة ، ظاهرة التعصب والتشنج لجماعة أو فئة أو مذهب أوحزب أو منطقة جغرافية ،بعد أن كانت هذه الظاهرة المقيتة آخذه في التلاشي والذوبان،وهذا مثيرآ للعجب!!!

لأن المفترض أن الثورات لم تأتي إلى لتحقيق المساواة،وإلغاء اي فوارق توجد بين أبناء الوطن الواحد،لا إلى تسجيعها في النمو والتوسع ، حتى أصابت دولآ لم تقم بها ثورات ، وإنما تأثرت بربيع الثورات،أو الأزمات كما يطلق عليها البعض،فالذي يشاهد ماجرى في طرابلس بلبنان يعرف ذلك ويعيه، بل أن هناك دولآ غير عربية ،ولم تتأثر بالثورات ،شهدت اعمال عنف وتعصب إثني وعرقي مفجع ، كما حصل ويحصل في بورما ،والمجازر الهمجية التي تعرض لها المسلمين هناك ، وربما هناك دولآ أخرى ستشهد مثل هذا التعصب والقائمة مفتوحة، مادامت مربعات التشنج والأتهام والتخوين لفعل أو فكرة أو قول أوإعتقاد.

الشرق الأوسط ،هو محور هذه الجائحة،وهوالمستهدف بها من قبل الغرب ،لأجهاض جني ثمار ثورات العرب ، ونحن أبناء قحطان وعدنان ،ننغمس في هذا المعظلة، بكل جوارحنا وطاقاتنا ،غير مبالون بالنتائج والعواقب ،تغيب صوت العقل فينا ،وبرز منطق الأنا والذات،ومن ينادي بالتخلي عن هذه المصيبه، ويسعى حثيثآ للتخفيف من حدتها متهم، والمتشنج والمحرض والمشجع محترم، حتى في بلد الحكمة والأيمان ، ينمو التعصب والتغالي ،في ظل غياب واضح للدولة ، المنوط بها التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها ، مشغوله بالهاجس الأمني ووعود المانحين ، فبين فترة وأخرى نسمع عن إشتباكات على أساس المذهب وإن كانت تحت ذرائع مختلفة ،كما حصل في صعدة وحجة والجوف وعمران ، ثم نسمع عن الهدن والمصالحات وهذا شئ ممتاز ورائع ، لكني أخشى أن يكون كصلح الحديبية، ينقض فيه أحد الأطراف الصلح،ثم يكون هذا النقض سببآ للفتح ، لكن عسى الله أن لايكون فتحآ أو تطهيرآ لصعدة أوعمران ، وإنما فتحآ لقلوب اليمنيين ، نحو الفهم والتعقل بإن العصبية العمياء لاينتج عنها سوى الهلاك في الدنيا والآخرة.