الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٧ صباحاً

مؤتمر الحوار بين النجاح والفشل

أنور الداعي
الخميس ، ٣٠ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
تستعد كل القوى السياسية والجماعات المسلحة والحراك إلى تقديم ورقتها في المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في الأيام القادمة ولكن هناك الكثير من الاحتمالات والتساؤلات التي قد تصاحب انعقاد هذا المؤتمر وهو مدى نجاحه من فشله فالبعض يقول أن الحوار سوف يكون ناجحاً في حال التزم أطراف الحوار بركائز الحوار ونتائجه والبعض الآخر قد يسند فشل الحوار إلى أن بعض أطراف الحوار لن تكون ملتزمة فيما بعد الحوار رغم مشاركتها وموافقتها حيث سيشارك الكثير في الحوار بورقته المقدمة للمؤتمر ولكن قد يظن البعض بأن مشاركته سوف تقبل كلها وبينما يتخوف الآخر من عدم تبني مشاركته في الحراك سيشارك على قاعدة تبني قضية الجنوب كاملة وإذا لم تتبنى قضيتهم بمفهومهم فسوف ينسحبون من الحوار يظنون في أنفسهم أن قضيتهم لم تتبنى كاملة وكذلك الحوثي سوف يشترط الكثير في مشاركته وإذا لم تتبنى قضية صعدة سينسحب من المؤتمر وسوف يعاود تمرده ولن يسلم سلاحه مهما أعطوا لقضية صعدة الكثير ظانين في أنفسهم أنهم الممثلين الوحيدين لأبناء صعده وهذا ما بدأ جلياً خلال هذه الفترة من تمرد ورفض للحوار وما تحذير الرئيس هادي لهم وتخييرهم بين المشاركة في الحوار الوطني والإنصياع للدولة أو الحرب مذكرهم بأنه لا يمكن أن تكون هناك دولة داخل دولة ، وكذلك الشباب في الساحات الذين قدموا مصفوفة العشرين التي قد تكون في بعضها شروط تعجيزية لحكومة الوفاق ظانين في أنفسهم بأن ثورتهم لم تطبق لهم شروطهم كاملة وهكذا كل طرف سيسعى إلى أن يكون هو الرابح الوحيد في هذا المؤتمر غير مستشعرين بالتزامات حكومة الوفاق الدولية والداخلية وعلى هذا المنوال سوف يكون مؤتمر الحوار بين الآمال والآلام وبين النجاح والفشل ورسالتي لأطراف الحوار هي تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وهي وحدة الوطن وأمنه واستقراره واستشعار المسؤولية نحو هذا الوطن المتهالك ، كما أن مسألة الحوار هي مسألة فاصلة ستعيد المياه إلى مجاريها فلا يتوقع البعض بان الحوار سيكون حجر عثرة أمام الحكومة ولكن العكس سيكون تحديد المصير لكل من سيتلاعب بأمن واستقرار اليمن لأنه سيفضح المتلاعبين ونواياهم الخبيثة نحو اليمن رغم أننا نأمل الوصول إلى حلول ترضي الجميع بما يضمن لليمن وحدته واستقراره وهذا أمل كل يمني غيور يحب وطنه .