الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٨ صباحاً

مصر .. تتجه شرقاً !

أحمد مصطفى الغر
الجمعة ، ٣١ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
لسنوات .. أو قل: لعقود من الزمن إتجهت مصر غرباً بحثا عن تقدم منشود ومجد كان فى ماضيها التليد و ضاع ، أو ربما سُرق مع الكثير غيره مما سُرق سواء فى غفلة من أهلها أو تحت أعين حكامها الفاسدين فى بعض فترات تاريخها ، ا ن دول الغرب ليست بالسذاجة التى تجعل فى منطقة الشرق الاوسط من ينافس حليفتها الاستراتيجية "إسرائيل" ، فكان من الطبيعى أن تكون مصر حليف لها .. لكن فى المرتبة الثانية ، تعطى معونات لتشكل بها ورقة ضغط دائمة ، تعطى باليمين لكى تأخذ بالشمال ما تريد ، لسنوات إعتقد النظام المصرى الحاكم فى عهد مبارك أن نهضة مصر ستكون على يد الدول الاوربية وأمريكا ، فإنتظرنا تلك النهضة لكنها طالت .. طالت كثيراً حتى صار هذا الكثير 30 عاما كاملة !

ألان ، وبعد أن تغير الزمن ، وصار قادة الأمس خلف القضبان و تبدلت الأدوار وحصل الشعب على حريته المسلوبة و إختار رئيساً يحكمه لأول مرة فى تاريخه ، كان لابد من أن يصاحب تغيير القادة والنظام تغييراً مماثلاً فى السياسة المتبعة ، سواء داخلياً او خارجياً ، مصر ألان تتجه شرقاً إلى دول أسيا ، ليس هذا فحسب بل هى فى طريقها الى التوغل مرة أخرى الى الداخل الافريقى والمحيط العربى ربما هذا ما قد تشهده الأيام اللاحقة .

"مرسى" فى السعودية وأثيوبيا والصين وإيران .. للتأكيد على ذلك ، بعد أن كانت دائما زيارات مبارك تقتصر فى العقدين الاخيرين على أمريكا وفرنسا وألمانيا وبعض الدول العربية بعينها ، مصر ألان تعود إلى ريادتها للمنطقة ، وشراكة طويلة المدى مع دول العالم ، مصر الثورة تبحث عن إسثمارات وتعاون مشترك وليس منح ومعونات ، مصر الثورة تؤسس لوضع جديد لا يقتصر على التعاون مع دول الغرب والذى كان سمته الاساسية والغالبة هى التبعية لتلك الدول والخضوع لضغوطها ، إن الاتجاه شرقا نحو دول أثبتت قوتها الاقتصادية و إستطاعت أن تغزو العالم أجمع بمنتجاتها قد بات أمراً ملحاً وضرورياً فى الفترة الراهنة واللاحقة ، حان الوقت أن تتعرف مصر على دول شرق و جنوب شرق أسيا و أن تتعلم منها وتتعاون معها ، وإلى جانب ذلك نحتاج إلى تعاون أكثر فاعلية مع دول إقليمية فاعلة مثل تركيا وإيران والسعودية ، نحتاج إلى تفاهم أكثر وعلاقات إقتصادية وعسكرية وسياسية عميقة مع كل الدول العربية بلا إستثناء وألا يترك الأمر تتحكم فيه المشاعر أو مباريات كرة القدم .

مصر ألان تعود إلى ريادتها التى غابت عنها لعقود ، ولعل خطاب د/ محمد مرسى خلال قمة دول عدم الانحياز تبرهن أن مصر قد باتت تمضى على طريق العودة إلى الريادة المنشودة.