الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٩ مساءً

صوت الوطن المخنوق

جلال غانم
الجمعة ، ٣١ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
الأستاذ ياسين سعيد نعمان السياسي والمفكر اليمني المعروف الذي تعرض لمحاولة اغتيال ظنا منهم أنهم سوف يسكتوا صوته وحُلمة الجميل في يمن جديد

أنفاسي اللاهثة وسط هذا الرُكام الإنساني تتبدد ويختفي صوتي وترتفع صوت الولاءات , أغصان الوجع وأغاني الاستبداد وأنا الباحث عن براءة اختراع تُعيد الولادة من جديد , الخُلود الذي ينتصر للخبز

لكن الصِور الباهتة التي تطفو على ذاكرتي مستحضرة مسيرة متكاملة من التناقضات كحُزن أسود مخلفة ورائها تأملات زمن جريح تُعيدني إلى ما قبل ولادة الجرح العظيمة , صوت الوطن المخنوق .

موجات الحزن والوجع السياسي والاقتصادي في حضرة وطن مُبعثر في أحضان جلاديه , فواجع وكوارث تنمو وسط حُقول من الألغام تُسمم نسيم الصباح الذي انتظرناه طويلا وانتظرنا معه رغيف خبزنا وافتقدنا به صوت الفلاحين , وصوت فيروز وهديل الحمام .

فوبيا وسرطان مستشري في الجسد المترنح في انتظار السقوط الكلي .

لم نمت يوما إلا وفي غِمدنا عذاب وصمت كبير وفي عيوننا الأسى المريب وبدر الضُحى الذي لم يطلع , الليل الذي لم نرى نجومه سِواء الحُرقة لتاريخ مُلون يصنعه أغبياء , يضرِبون بقوة في الأعماق , يحُاصرون الورود , يمنعون طُلاب المستقبل في النشيد , فضاء من اليأس وبُحور من الصمت كبركان مكبوت وشيطان الخوف يصعد بجلبابه الفضفاض وبأحزمته المفخخة بعطر الديناميت .

هل صرت اليوم بلا مشروع , بلا وطن , بلا هوية بِلا حلم جميل .

زمن النقاء ولى بلا رجعة والأيادي البيضاء تتساقط تِباعا وتتوالى مسلسلات الاغتيالات ويتم إفراغ الوطن من صوت المناديين بتحريره , ومن قبضة اللاهوت ومن مشرط الرصاص .

أغنية الوداع الأخير وآيات الحب والأمان , والخلاص لغات محتاجه إلى فك أضداد روح ثورتها العشقية المسكونة بِروح الدم والتمرد .