الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٦ صباحاً

يمن المنافسة بالحفر والمطبات

د. علي مهيوب العسلي
الجمعة ، ٣١ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
منذ أن وعى الإنسان على ظهر البسيطة في يمن الإيمان والحكمة وهو يقع في حفر أو مطبات في مسيرة حياته اليومية أو يسمع أو يشاهد تلك الحفر والمطبات التي تكون في اغلبها مُحزنة والقليل منها مفرحة أو مضحكة!

ففي الحكم هناك مطبات كثيرة واجهت حلم الشعب اليمني عندما قرر إعادة وحدته اليمنية مثل التقاسم في السلطة بين الحزبين اللذان كانا يحكمان شطري اليمن الى الوقوع في الحفر في انتخابات 1993 م وما أسفرت عنه تلك الانتخابات من استبعاد احد المتقاسمين ووقوع الإصلاح في مطب إحلاله بدلا عن الشريك في السلطة الحزب الاشتراكي الى أن وصل الإصلاح الى الحفرة التي رسمها صالح له بذلك الإحلال الى الحفرة التي رسمها المتقاسمين في تفجير حرب 1994 م والمطب الذي وقع فيه صالح في إخراج البلاد من تداعيات تلك الحرب المجرمة ، الى مطب انتخابات 1997م والحفرة التي وقع فيها الاشتراكي جراء مقاطعته الانتخابات وخروجه من السلطة الى مطب اشتراك الإصلاح في الحكم وإعطائه الوزارات التي تمس المواطن مباشرة ووقوعه في الحفرة التي رسمها صالح له وإخفاقه في تحقيق تطلعات الشعب اليمني ، الى حفرة صالح في التعديلات الدستورية التي تسمح له بالترشح لمدة سبع سنوات ووقوعه في مطب تصفير العداد الى مطب اللقاء المشترك بعد أن وقع كل منهم في مطبات وحفر إما منفردين أو مشتركين ووقوع صالح في حفرة أول تجربة انتخابية تنافسية مع المناضل فيصل بن شملان عندما أحرج صالح من شدة المنافسة ولجوئه الى التزوير أو التهديد باستخدام القوة بحسب ما صرح به مؤخرا اللواء علي محسن بان الفائز بالانتخابات هو المناضل فيصل بن شملان الذي دشن عهد جديد اكتشف اليمانيون أن هناك إمكانية للتغيير الى مطب الاستفراد بالحكم بالاعتماد على أركان الأسرة الى الحفرة التي وقع فيها صالح بانضمام اللواء علي محسن الى الثورة الشبابية الشعبية التي قصمت ظهر البعير وخروج بيت الأحمر عن تعهداتها بحماية نظام صالح واختيار الثورة الشعبية!

بعد قيام الثورة في فبراير 2011م قام صالح بمحاولة احتواء الثورة بطرح المبادرات الى أن وقع في حفرة الخروج من السلطة ووقع المشترك في مطب انضمامه الى الثورة وقبوله بالمبادرات الخليجية الى الحفرة التي رسمها صالح باختيار نائبه ليكون رئيسا ولكن عبر الانتخابات ،فحصل ذلك وخرج صالح من الحكم في مطب أعده لتسليم السلطة في حفل رسمي الى المطب الذي فاجأ صالح من نائبه الذي أصبح رئيسه في الالتزام الحرفي للمبادرة وخروجه من فعاليات ونشاطات المؤتمر وتحول الى حفرة الزعيم بدون شعب،الى مطبات الاستقبال في المناسبات فالرئيس يقوم بما جرت عليه الأعراف دون تكلف فيها في حين الزعيم يقع في حفرة استقبال شكلية للمعيدين عليه ولمدة أربعة أيام أي اكثر مما كان يمارسه وهو رئيس..وهكذا..!

أما في الخدمات فالمطبات والحفر كثيرة ،فهناك حفر المجاري التي تهدد معظم الأزقة والحواري في معظم المدن ، والمطبات حدِّث ولا حرج ،ففي كل شارع هناك مطب ،إما من اجل المدارس أو المستشفيات أو من قبل العديد من المتنفذين والتي تفاجئ السائق دون مقدمات وهات يا خسارات الى مطبات الطرق التي تربط المدن والتي هي بيت القصيد من هذا المقال فعلى سبيل المثل لو دقق الملاحظ وهو يسير على طريق تعز الحديدة لشاهد العجب العجاب جراء المطبات الموضوعة فتجد بين كليلو وكيلو مطب ونتيجة لتقارب المطبات تكون المنافسة حادة بين الشـــــحاتين الذين يصنعون تلك المطبات فمطب عن مطب يفرق! ؛ فقد يصادف المطب موقع ممتاز يدِّر دخلا كبيرا يجعل أصحاب المطبات الأخرى تحسد أصحاب المطب في الموقع الممتاز فيذهبون الى ذلك المطب فيحدث العراك بالأيدي الى أن يصل الى أسلحة متطورة قد ينتج عن المنافسة سقوط العديد من القتلى هذا من جانب الشـــحاتـــيــــــن فيما بينهم ، أما الحوادث التي تنتج عن تلك المطبات فقد أجاد الإعلام في هذه السنة عن إبرازها بشكل يومي في إجازة العيد وهي أرقام مهولة ،وهكذا يتطور المشهد التنافسي الى استخدام المطبات في القطاع في المحافظات التي اعتادت عليه أو تلك التي كانت لا تمارس القطاع وأصبحت تتباهى الآن بقدرتها على ممارسته وعادة يكون موقع القطاع قريب جدا من نقاط التفتيش العسكرية ولا يفصل سوى مئات الأمتار فقط للأسف !وهناك مطبات تكون غرضها هو التعبير عن الحقوق كما يدعي أصحابها وهي سيئة بكل معنى الكلمة فلا مبرر لنصب مطبات من اجل الحصول على الحقوق وهلم جرا..!

بعد هذا العرض البسيط عن الحفر والمطبات الى يحق لنا أن نناشد رئيس الجمهورية بإزالة المطبات السياسية عن طريق اليمن الجديد ، ونناشده كذلك بالتوجيه الى الجهات المختصة بإزالة كافة المطبات المعيقة للسير ،بل ومراقبة الطرق العامة وتشديد العقوبة على كل من تسول له نفسه اللجوء الى هذه الوسيلة التي تزهق الأرواح البرية .أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت وان يحصل المواطن على الأمن والسلامة من قبل حكومة الوفاق فهي المقياس الحقيقي لنجاحها أيها الرئيس لتعطيها كامل العلامة!!