الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٦ صباحاً

تعز كما شاهدتها لاكما تمنيت ان اراها

عبد القيوم علاو
السبت ، ٠١ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
تعز وما ادراك ما تعز كيف اصفك يا تعز ..؟ اليوم تعز تحمل وجهاً غير تعز التي تركتها عام 2010م مولياً وجهي شطر بلاد الاغتراب عدت اليك يا تعز وكلي شوقاً ولهفةً لرؤيتك ايتها الحبيبة الغالية ماذا جرى لك ومن الذي شوهَ وجْهُكِ الجميل ..؟

لم أعهدك الا بوجهٍ مشرقٍ جميل يتلألأ كما تتلألأ حبات الياقوت والمرجان ابنائك كانوا يحملون الثقافة والعلم والقلم يُعَلِّمُون غيرهم كيف يعيشون وكيف تكون الحياة وما هي المدنية ...؟

رعيلك الاول سطروا في سجلات التاريخ معالمٌ وبطولاتٍ منقطعة النظير كانوا مشاعل نور وقناديل تضيئ الكون اليمني ماذا جرى لك يا تعز اليوم..؟

تعز كما شاهدتها تأن من اوجاع الفوضى وانعدام المدنية وانتشار الصبية والمراهقين الحاملين للأسلحة بأنواعها مظاهر مزعجة في ظل غياب الأمن وهجرة القانون ونوم المجتمع بعقلائه وعلمائه ووجهائه رغم جهود الاخ محافظ محافظة تعز الاستاذ شوقي احمد هائل سعيد الذي يعمل باجتهاد من اجل اعادة وجه تعز الذي عرفناه مشرقاً كشروق شمس الضحى ولكن وما ادارك ما لكن ...؟

هناك من يعمل على احباط هذه الجهود وتشجيع الفوضى الخلاَّقة في تعز عاصمة العلم والمدنية والثقافة.

لم تعد اليوم تعز حالمة ولم تعد هادئة اصوات الرصاص والمفرقعات تضجع مراقد النائمين تمسي تعز على هدير البنادق وازيز الرشاشات التي تقلق السكينة العامة وتوحي للزائر بانعدام الامن وانتشار الفوضى.

وتصبح لابسة ثوب الحزن حاملةٌ جسماً هزيلاً ووجهاً شاحباً تبحث عن ابنائها الذين فقدتهم في زحمة الهمجية ودرب الضياع تتلفت يميناً وشمالاً فلم تشاهد في شوارعها الا اشباح بوجوهٍ عليها غبرة ووجنات منتفخة كالبالونات مليئة بالوريقات الخضراء المأخوذة من الشجرة اللعينة القات .....؟

لم اجد تعز كما تمنيت أن تكون ولم اجد رجالها الذين يتحلون بالبشاشة والمرح لم اجد مثقفيها ولم ارى علمائها ومشايخها الحاملين للمدنية لم اجد شبابها التواقين للعلم واكتساب المعارف العلمية.

لماذا تغير حالك يا تعز واين ذهب شبابك ورجالك اين انتِ ايتها الحالمة لماذا يقف جبل صبر عاجزاً عن انقاذك من الضياع اره وحيدا وارى قلعتك القاهرة تقف عارية يكسوها الحزن وينتظرها المجهول.

هذه هي تعز كما شاهدتها لاكما تمنيتُ أن اراها ، فهل يفيقوا ابنائها ويتداركون مدينتهم قبل ضياعها..؟