الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٠ صباحاً

يا حكومة الوفاق ألا توجد غير صنعاء تحتاج إلى جسور وأنفاق؟

صقر منقوش
الاثنين ، ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
للتذكير فقط ،هناك 20 محافظة يمنية أخرى غير صنعاء فيها ازدحام مروري ونقص في المدارس والمنشآت الحكومية والتشجير والتجميل ، ولكن للأسف النظام السابق في سنواته العشر الأخيرة ركز جل اهتمامه فقط على محافظة صنعاء ودفع مليارات المليارات من أجل بناء عددٍ هائلٍ جدًّا من الجسور الفخمة والأنفاق ، بالإضافة إلى بناء جامع الصالح, ومطار صنعاء الدولي , ومبنى مجلس الشورى, هذا بالفضل عن ترميم وبناء الكثير من المدارس وكأنَّما اليمن لا يوجد بها إلا صنعاء أو مثلاً لديها نظام فيدرالي يحتّم على باقي المدن اليمنية بالبحث عن ثرواتهم لتزيين مدنهم وتوفير متطلباتهم .

معاناة المواطن اليمني في القرى والأرياف والمحافظات كثيرة بمجرد التفكير فيها فقط سيشيب شعر رأسك والسبب : هو الوعود الكاذبة والإهمال الذي تقوم به الحكومة .

ومن خلال زيارة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة للعديد من المشاريع في محافظة صنعاء وأيضاَ قرار بناء 7 جسور إضافية بتكلفة 70 مليون دولار، تذكرت وقتها الاحتلال البريطاني لمدينة عدن والذي يعود له الفضل بعد الله لجعل هذا البلد من أجمل المدن في الشرق الأوسط في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث قام ببناء الجسور والمصافي والميناء ،هذا غير الاهتمام بالتعليم والثقافة ، حتى وإن كانت نواياهم في الماضي هي الاستغلال لثروات وموقع هذا البلد ولكن الفائدة موجودة حتى الآن, و شعرت أيضاً بمن يطالبون بالإنفصال وبعدالة قضيتهم وبثرواتهم التي تهدر من أجل الإفراط في بناء الجسور تحت عذر مضحك جدًّا وهو: التقليل من الازدحام وهم أكثر علماً أن سبب الازحام هم سائقو السيارات والباصات والموتورات وعدم الانضباط تحت قوانين صارمة تلزمهم الوقوف بالأماكن المناسبة والسير بطريقة حضارية وإن كنّا لانمانع في بناء الجسور فيها، ولكن لكلِّ شيءٍ أوان ، وتذكرت أيضاَ من يلزمون بدفع مبالغٍ في إب، وتعز، وغيرها من المحافظات ؛ من أجل سفلتة شوارعهم وإنارتها وبكل استفزازٍ يكتب " تتم أعمال السفلتة والتطوير للشارع " برعاية فخامة الرئيس فلان الفلاني والمحافظ فلان الف
لاني ، كان الأولى من تلك الأموال التي صرفت إصلاح ما تهدم في حضرموت مثلاً في كارثة 2007 التي إلى الآن لم ينظر إليها، نحن لن نقول اعملوا جسور وطرق جديدة ولو أنه يوجد الكثير في هذا الجانب ، ولكن نقول اصلحوا ماهُدّم جراء تلك السيول لأنه يوجد هناك مهم وأهم فمن باب الأولى أن نصلح قبل أن نستحدث جسوراً جديدة.

إذن ياحكومتي ماذا قدمتي لعدن؟ وماذا قدمتي لتعز وإب وصنعاء وحضرموت والحديدة وذمار وباقي المحافظات؟ ماذا قدمتي لساكني القرى الذين يتسلقون الجبال ؛من أجل طلب العلم .

كم أودُّ أن أجرِّب هذا الكرسي الذي ينسيكم الرعية ؛ لكي أرى ما الذي فيه كي يجعل كلَّ من جلس عليه ينسى أنه قبل كل شيءٍ هو حاملٌ لأمانةٍ وعليه أن يراعي ضميره ويعلم أنِّه محاسبٌ أمام الله. دعوني أذكركم بحديث رسولنا صلوات الله وسلامه عليه: (كلُّكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيِّته), هل يستحق هذا الكرسي أن تنسى دينك ؟ هل يستحق أن تظهر نفسك أمام الشعب اليمني، الشعب الذي وصف بالحكمة بصورة السارق المرتشي والبائع لوطنك ؟!

هل الدموع سوف تنظف أوساخكم ، أم محبة الوطن هي البكاء أمام العالم ؟

المشكلة هنا أنكم حشرتم أنوفكم في شيءٍ لاناقة لكم فيه ولا جمل وركبتم الموجة، وبعد ذلك سرقتم ثورة الشباب الذي وثق بكم وليت أنكم بعد كل هذا راعيتم ضميركم على الأقل في دماء الشهداء التي أغرقت صنعاء وتعز إبَّان الثورة، ولكن ما يغضبني أنكم أتيتم لتكملوا مسيرة الفساد وبنفس الأسلوب الذي تعلمتم منه 33 عام، " قد يكون هذا بقصد أو من غير قصد لأنه ليس الكل فاسد ولكي لا أكون قاسٍ أيضًا" وكأنه حان الوقت لتطبيق ما تعلمتوه من مدرسة صالح يا حكومة الوفاق .

وفي الختام نضع ولو جانبًا قليلاً من التفاؤل لأن أملنا في ربنا كبير وهو أعلم بهذا الشعب وماحلَّ به وهو بإذنه من سيفرِّج عنه كربته والله ولي التوفيق.