السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٧ صباحاً

عن الديكتاتور العجوز..

بشرى المقطري
الثلاثاء ، ٠٤ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:١٥ صباحاً
لم اكن يوماً احب سماع خطاباته العقيمة التي تدل على أزمة الذهنية السياسية اليمنية في أغرب أطوارها، لكن اليوم وبدافع من اخد الزملاء قررت أن استمع لما سيقوله هذا الديكتاتور العجوز بعد ان انحسر عنه المجد والتاريخ والتصفيق والهالة العجائبية، بعد ان اصبح شيء من ركام الماضي سنقرأه في كتب الصف لأبناءنا الصغار، لنقول .. هذا الديكتاتور العجيب قتلنا .

لكن الرجل لايهمد، ومازال فصامه السياسي يستعمر عقولنا الصغيرة، فالمضحك أنه مازال حتى اللحظة يعاني من فقدان ذاكرة جزئي، فهو يقفز على أحداث ثورة الـ 11 فبراير، يقفز على هتاف الشباب والجياع والأرامل من أقصى الشمال إلى الجنوب مطالبين إياه بالرحيل، وبإسدال الستار على عهد هو من ابشع العهود التي مرت في اليمن، عهد الاحتراب الداخلي، والفتن، والتصفيات والإخفاء القسري، عهد اللادولة واللاقانون واللاعدالة، لكن الرجل لم يتغير مازال يعيش في الماضي متقوقعاً على نفسه، وعلى بطانته التي للأسف مازالت تخلق لديه وهم العظمة والتفرد والنبوغ، عهد العيش على رؤس الثعابين.

حالة من الفصام الغريب تجلت اليوم في أكثر من مناسبة، اليد التي تحب التلويح، اليد التي تريد أن تقول مازلت هنا، اليد السوداء التي قتلت وأخفت ، لكن يبدوا أن هذه اليد التي بسطت جنونها على رقابنا لعهود طويلة لم تدرك أنه لولا الاطراف الاقليمية والدولية التي فرضت المبادرة الخليجية لكانت تلك اليد مقيدة الآن في احدى سجون حجة لكنها مفارقة الثورة اليمنية، وصراعات مراكز القوى التقليدية التي اوصلتنا إلى ماوصلنا إليه والتي سندفع حياتنا ثمنا لمفارقاتها .

الديكتاتور العجوزر لم يقتنع حتى الآن بأن يمن صالح ولى بغير رجعة، يمن الفرد الواحد الأحد المسيطر على كل شيء، يمن الحزب الأوحد المتفرد في الوظائف وفي الحياة ، يمن المواطنة اللامتساوية، وأن يمن بلا صالح تشكل من دماء الشهداء على امتداد الأرض الطيبة، وأن عليه أن يقتنع الآن بأنه رجل وحيد مهما احتشد حوله المطبلين والأبواق الصغيرة التي مازالت تعزف له على وتر الماضي وأن التركة الثقيلة التي تركتها ستزول ما بقي انسان على هذه الأرض