الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٨ صباحاً

عظيم انت يايمن

وجية الصرمي
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
عظيم شعبك... عظيم ارادتك ... عظيم ثورتك ... طموحك بل حتى احلامك
ومازلت الثورة في ديمومتها الى الان تقاوم لتبقى وتقاسيى لترقى رغم ما يحاك لها ان من يتتبع تاريخ الثورات ليجد ان لكل ثورة منتصرة ثورة مضادة و يقوم و يخطط لها عدد من اتباع الحاكم المستبد المخلوع و المستفيدين منه و أعوانه . و أحيانا قد تنتهز الفرصة و تنجح مثلما حدث فى حالة الثورة الفرنسية فى احدى مراحلها .. و مثلما حدث فى الثورة المضادة على ثورة مصدق فى ايران عام 1951 و التى نجحت الى حد اعادة شاه ايران مرة أخرى وقتها بالشكل الذي جعل الشاه وقتها يقول ل" كيرميت روزفلت " ( ممثل المخابرات الامريكية ) :" إنني مدين بعرشي الى الله ثم الى شعبي ثم اليك " و كان صائبا فى الجزء الأخير فقط !
هذه الثورة المضادة كان لها محاولات ايضا فى تاريخ مصر , و كلنا نعرف ما حدث ايام العدوان الثلاثي على مصر ( 1956 ) عندما اجتمع عدد من الباشوات ( من أتباع النظام الملكي البائد ) ليحاولوا الاتصال بالسفارة البريطانية - اثناء الحرب و يعرضوا أنفسهم للحكم كبديل عن عهد عبد الناصر و ووصلت الاتصالات الى حد بدء الباشوات فى تشكيل حكومة من شدة ثقتهم فى انتصار بريطانيا و فرنسا و اسرائيل و سحقهم للقوات المصرية و المقاومة الشعبية فى بورسعيد , لكن ذلك لم يحدث و انقلب السحر على الساحر

و حتى فى حالة ثورة تونس .. شاهدنا كلنا اتباع نظام بن على و هم يشيعون الفوضى بعد هروبه فى الايام التى تلت السقوط لمدة شهر قبل ان تتكشف الحقيقة و يتضح ان بعض قيادات الحرس الرئاسي هم المسئولون عن هذا
أما عن الثورة اليمنية فكانت الثورة المضادة ملازمة لثورة الشعب منذ بدايتها بل و اكتسبت من خبرات سابقة للثورات مصرية أو تونسية , وقد عول النظام على تفريق الساحة منذ البداية إما بالقوة أو بانشقاق الصفوف وفشلت جميع محاولاته لان جميع القوى ( الكيانات الثورية ) أحزاب – شباب – قوى في المجتمع من حراك او حوثي تريد إنجاح الثورة ولكن ما إن بدأت مسرحية ضرب الرئاسة أحس كل من القوى انها تعلم من أين تؤكل الكتف فتسابق للسيطرة إما حرصاً على استمرار الثورة أو الحصول على نصيب الأسد . ولكن هذا الأمر لا يضر بالثورة بل يعطيها النظرة البعدية للدولة المدنية ومعرفة سُبل إعطاء السلطة لمن وكيف الأخذ بناصيتها من قبل الشعب , ولكن العتب هنا للإخوة في اللقاء المشترك فحيث أن السياسة فن إدارة الدولة والسلطة،وحيث أن السلطة هي حكم البشر للبشر،وحيث أن البشر ليسوا ملائكة، فلا ننتظر لشعب خرج يطلب حرية وينشدُها ان يتقل وصاية من احد سوء داخلية او خارجية ،ولا يعني انك الطرف الأكثر تنظيماًً أن تفرض كل ما تراه بعينك انه الاصوب ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر/29] ، وان تميل بالثورة وتجعلها سياسية بحتة وما ان تهضم في مفاوضاتك تعود للساحات عودة الفاتحين , , ولكن من المهم أن تحفظ التوازن بين المصالح وبين اهداف الثورة وبما يحافظ على المصلحة الثورية،داخليا من خلال خلق توافق وتراضي وتعايش بين مكونات االثورة ،وخارجيا سياسياً بما يحفظ للثورة بقائها وبالتالي نجاحها.