الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٠ مساءً

الانفصام السياسي

سلطان عايش محمد
الاربعاء ، ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٠٢ مساءً
بعد أن تم التوافق على المبارده الخليجيه كمخرج لحل الازمه اليمينه ولتجنيب البلاد ويلات الحرب والدمار التي سعى النظام السابق لها بكل إمكانياته صار من العيب بل من المخزي أن نضل نفكر بنفس الطريقه أو نردد نفس العبارات التي منبعها وفكرتها واحده الاصل (أنا ومن بعدي الطوفان) أو التباكي وذرف دموع التماسيح على النظام السابق والامن والامان الذي كنا نعيشه والتحسر على تلك الايام الجميله حسب إعتقاد هؤلاء الحمقى والاوغاد الذين كانوا ولازالوا من أتباع وأذيال النظام السابق.

صار من العيب أن نصبح أقلاما مأجوره ونحن نمتلك مؤهلات علميه عاليه تفرض علينا الحياديه والإخلاص لهذا الوطن والنصح لله وقول كلمة الحق, فمابالك بمن هم دكاتره ومحاضرين في أرقى الجامعات اليمنيه.

صارمن المخزي أن تكون قلوبنا مع الثوره والتغيير وألسنتنا تسبح وتترحم على المخلوع الذي ضيع البلاد والعباد لسنين طويله ولازالت لم تسلم من شره الى الان رغم كل التنازلات التي قدمها الشعب وضحى بها وتحملها الثوار كي لا تراق دماء الابرياء بدون ذنب.

صار من العار ان نكون مع القتله والمجرمين والسفاحين الذين نهبوا البلاد وسفكوا الدماء وأن لا نتبرأ من اعمالهم وجرائمهم ونقول في الأخير اللهم لا تحشرنا معهم.
حقاً من العيب أن تتبرأ إلى الله عزوجل من النظام السابق وجرائمه وجميع أعماله... ثم بعد فتره تنتبه انك كنت على خطأ وتتوب الى الله وتستغفر من ذلك الذنب الذي إرتكبته لتعود إلى دعم القتله والمجرمين وتتلمس لهم الأعذار وتدافع عنهم وتبرروتنكر جرائمهم وتنسى قوله تعالى (ألا لعنة الله على الظالمين).

صار من المخزي ان تكون من أذيال النظام السابق 33 سنه ومن أركانه الذين يمجدونه بكل الارقام القياسيه العالميه التي وصل اليها على قائمة الدول المتاخره في كل المجالات الخدميه والعلميه والصحيه ثم تعلن أو تزعم أنك من انصار الثوره لتبدأ في مسلسلك الجديد (كل يوم مقاله) تنبري فيها ضد كل من وقف وساهم في التغيير.

كم هو عار أن ننسلخ من ادميتنا وإنسانيتنا وديننا الإسلامي الحنيف لنجاهر وبكل فخر أننا مسلمون مؤمنون موحدون نتبع أمر الله ما استطعنا ثم نجد أنفسنا ندافع عن السفاحين والمجرمين ونبرر لهم جرائمهم التي تحزن القلب وتقطع الفؤاد (مجزرة جمعة الكرامه, محرقة تعز, مجزرة شارع الزبيري وغيرها).

كم هو مخزي أن نتهم البريئ لأنه لا يروق لنا بسبب الكم الهائل من المعلومات التي وصلتنا والتي لا نعلمها ولا نعلم مصداقيتها بل ونعلم من يروج لها وغرضه وما يصبوا اليه لكننا نعتقد جازمين انها حقيقة ومؤكده وليس فيها ادنى شك مثلها مثل الكتب السماويه بينما لا نقبل القران الكريم ونصوصه وأحكامه.

أوأن نبرأ المتهم الذي ثبتت جرائمه وعايشناها وعايشها العالم بأسره ولازلنا غير متأكدين ونتوقع أن تكون هذه كلها تلفيقات إعلاميه أجمع عليها العالم بأسره مصادفة أو نأتي في الأخير لنعمم الأمر وكأن الموضوع بتلك البساطه التي نتوقعها والله تعالى يقول (ولا تزر وازرة وزره أخرى) صدق الله العظيم.

كم هو جميل ان نكون وقافين عند حدود الله لا نحيد عنها ولا نميل ومن وافقها واتبعها إرتضيناه ومن خالفها نصحناه ووجهناه لننال بذلك خيري الدنيا والاخره وأن نعلم أن أجلنا ورزقنا غير قابل للزياده أو النقص لأن ذلك كله في اللوح المحفوظ.