الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٤ مساءً

يطلبون الله في كل مرحلة

عارف الدوش
الاربعاء ، ٠٥ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ مساءً
• هناك مصالح حزبية واقتصادية وتحالفات تتحكم في المشهد السياسي والإعلامي في أي مكان في العالم لا مهنية ولا هم يحزنون ولا توجد مهنية لا في السياسة ولا في الإعلام لا عندنا نحن العرب ولا في أمريكا وأوروبا من يقول أن إعلامهم مهني وإعلامنا غير مهني وسياستنا همجية وسياستهم عقلانية يعيش مخدوع بظواهر الأمور كلنا في الهم شرق نحن العرب والمسلمين وهم الغرب ويقال الشرق ليس الغرب احيانا إلأ في هذه فالغرب مثل الشرق ربما الفرق الوحيد بينا وبينهم أن سياستنا وإعلامنا في خدمة العشائر والقبائل والقوى المتخلفة والعسكر والتجار ومن يدفع أكثر مالاً او منصباً وجاهاً وإن قلنا أنها أحزاب سياسية وتكتلات مدنية لكنها في الأصل عبارة عن تجمعات قبلية ومصلحية على مستوى مختلف التكوينات وسياستهم- أي الغرب- تخدم مؤسسات وتجمعات مالية وشركات عابرات للقارات واسر عريقة في كل من أمريكا وأوروبا ونحن إعلامنا إعلام شخصي وسياستنا تخدم افراداً وليس جماعات سياسة أعلامنا لتمجيد الشخصية وتقديس المال والمصلحة أينما وجدت والإعلامي والسياسي الأمريكي والغربي هو الآخر يمجد الشخصية ويقدس المال والمصلحة أينما وجدت فأين المهنية والحيادية هنا أو هناك ؟ إنها الغائب الأكبر.\

• من يقول أن هناك حياد في وسائل الإعلام أو عقلانية واتزان في المواقف السياسية أو يطالب بهما كمن يغرد خارج السرب أو يعيش في حلم لم يفق منه بعد.. هناك سياسة وفكر ومصالح تجارية ومالية وحتى مذهبية ومناطقية ومن يدعي الإستقلالية أوالحياد هو فقط متحرر من القيد التنظيمي الحزبي والقبلي بإختصار هو لا يحمل بطاقة حزبية ولا ينتمي الى كيان قبلي أو مناطقي لكنه ينتمي الى هذا التيار أو ذاك فكرياً بمعنى انه سياسيا هو ضمن تيار معين وتحالف محدد مثلا هناك منهم مع “تحالف الحداثة” وهو تحالف واسع كبير يضم اليساريين بمختلف أنواعهم والقوميين بمختلف تياراتهم والإسلاميين التقدميين الليبراليين بمختلف أطيافهم وحتى لا يلتبس الأمر كلنا مسلمون كما قال الأستاذ محمد قحطان في مقابلة طويله في صحيفة الجمهورية وهذه لا تحتاج الى تأكيد فقط هناك مسلمون مع المستبدين والظالمين ومع مصالحهم فقط وهناك مسلمون مع الناس البسطاء والمظلومين – أي مسلمون مع العدل والمساواة والإنصاف - وهناك فرق بين النوعين ولا نقبل من أي أحد يقول لا يوجد إسلاميين ليبراليين أو تقدميين “يسار ووسط الإسلام” وإسلاميين محافظين “يمين الإسلام” مثلما لا نقبل من أحد يقول أنه لا يوجد يسار متطرف ويسار الوسط ويمين متطرف ويمين الوسط الأمر برمته مرتبط بتوجهات وقناعات ومصالح هي التي تحدد رأي وطريق سير شخص أو مجموعة أشخاص والأ أين يمكن ان نضع رجب طيب أردوغان في تركيا ومن قبله اربكان وأصحابه أو راشد الغنوشي وأصحابه في تونس أو اليوم تيار الحداثة في التجمع اليمني للإصلاح ولا أريد ان اذكر اسماء فهو تيار معروف ويتلمس خطاه ونتمنى له النجاح والتمكن وهناك تحالف أخر واسع وكبير يضم القوى التقليدية أو خلونا نسميها” المحافظة” وهي من يطلق عليها القوى “اليمينية” وهناك من يسميها تحالف التقليدية والجمود “ يضم أشخاص وتيارات وأحزاب من مختلف الإتجاهات هناك من يتغير في اطار هذا التحالف ببطء ويحتاج الى تشجيع ووقت كما هو مع السلفيين الذين وقفوا مع الثورة وشكلوا حزباً وبدأوا في الخروج من سجن التكفير ونبذ الآخر المختلف معهم ولازال من السلفيين جهاديين ومنغلقين وهناك مشائخ قبائل وعسكر متخلفين طامعين بالحكم وهناك مثقفين وكتاب واستاذة جامعات انتهازيين يريدون ان يصبحوا في ليلة وضحاها أصحاب أملاك وسيارات وعمارات وأرصدة ويتزوجوا بثانية وثالثة ومثل هؤلاء يخدمون مصالحهم ولا توجد لديهم أفكار هم فقط يقدسون أنفسهم وذواتهم ومتواجدون في مختلف الكتل السياسية ومستعدون ان يتغيروا ويتلونوا في كل المراحل مع من يدفع أكثر.

• ولا غرابة أن ترى شخصاً ما أو أشخاص خلال عشر سنوات وقد تنقلوا من حزب الإصلاح الى حزب الحق الى الحوثيين المقاتلين الى الحزب الإشتراكي المدني ومن البعث الى المؤتمر والى الأخوان و الإشتراكي الى الناصري ومن الإصلاح والإشتراكي والناصري الى حزب السلطة أياً كان لا فرق لديهم وهناك من لديه استعداد للإنتقال الى أي حزب جديد لو تم إنشاؤه مثلا “ حزب الله” وآخر يتقفز من الإشتراكي الى المؤتمر الى الأمة الى جماعة انصار الله ومستعد “التقفاز “ الى أي حزب وكل شيء بثمنه وآخر باع حزبه وأصحابه برتبة عسكرية أو أمنية وملايين الريالات ومستعد أن يكون “ دودري” مٌلقط نار لبوري مداعة “ وكما يقال” القرش يلعب بحمران العيون” والمهم الحصول على المال والمناصب والسيارات والحوالات والسفريات والأراضي وإشباع النزوات والغرائز واللهث وراء المصالح ويقال ان البعض يمتلكون عشرات السيارات والأرصدة والبيوت والمساكن العامرة في الداخل والخارج وهم من أوساط عمالية وفلاحية كادحة ومن اسر فقيرة ولم يعرف الناس آباءهم وأسرهم إلا رعاة غنم أو موظفين محدودي الدخل أو عسكر بسطاء فتح الله عليهم بالرتب والمعسكرات . والعجيب الغريب أن مثل هؤلاء البشر لا يستحون” يقال لهم “مطروش وجهه بمرق” بل ومبهررين في كل موقع وضعوا أنفسهم فيه فتجد فلاناً يبهرر وهو في الإشتراكي وعندما ينتقل للمؤتمر يبهرر أكثر وعندما يتحول الى الناصري تزيد البهررة قليل أما عندما ينتقل الى الحوثي تصبح البهرارة أكبر أما لما يقفز الى الإصلاح تصبح البهرارة فرض واجب ويزيد فوقها “ هذا من فضل ربي “ ولا حياء ولا خجل فهناك اشخاص يتنقلون من الإصلاح الى المؤتمر الى الحق الى الحوثي الى الإشتراكي و من الإشتراكي الى المؤتمر الى الإصلاح الى الناصري الى الحق الى الحوثيين ولديهم استعداد الى الإنتقال من طهران الى الرياض ومن موسكو الى واشنطن ومنها الى بكين ومن مكه الى تل أبيب .