السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢١ مساءً

الغربال والشمس

ابراهيم النزيلي
الأحد ، ٠٩ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
كانت شخصيه الدكتور ياسين سعيد نعمان ومازالت رمزاً للمشروع الوطني والدوله المدنيه, وعنواناً للديمقراطيه وصيغه التداول السلمي للسلطه.

وفي شخص ياسين ايضاً نشتم ريحانه مشروعنا الديمقراطي والإنساني والذي اغتيل في حرب صيف 1994م.

وما إن عاد ياسين إلى الي اليمن .. وبعد إغتيال الشهيد جارالله عُمر رحمه الله واسكنه فسيح جناته شهيد وشُهد الوفاء والحُب الذي اتسعَ لليمن كُله وللشعب اليمني كافه.. وكان رحمه الله تتسم فيه الإنسانيه ويتجسد فيه الإنسان اليمني في اسمى وأجلّ الصور والسمات المعاني الخالده خلود روحه الطاهره - ولا سامح الله من تآمر ونفذ هذا الاغتيال الجبان عليه وفي سعير جهنم إن شاء الله.

وكما اسلفنا كانت لعوده الدكتور ياسين سعيد نعمان وحظوره على الساحه السياسيه في اليمن ,كان له عظيم الاثر ومثّل رافداً ومعيناً مهماً في رياح التغيير الوطني وقد مارس دوره السياسي بحنكه وبراعه عاليه وبوفاء وإخلاص وطني منقطع النظير..وكانت له ايضاً الرياده والاشراقه الجليه في مسار ودور احزاب المعارضه اليمنيه والذي مثلت هذا التحالف الحزبي وكان نجمهاالساطع(احزاب اللقاء المشترك ) والتي كانت وبصراحه وحقيقه مطلقه أول معارضه فعليه باليمن واول تكتل حزبي أثر وضغط على السلطه وشكل تهديداً واضحاً لها من بعد تربعها على الحكم المركزي والنظام العائلي والقبلي والذي استمر بفتره ليست بالقليله في حكم اليمن .

ولكي لانطيل أو نتشعب ...ونقول إننا لوعدنا قليلاَ إلى الوراء وراجعنا خفايا واسباب الحرب الغاشمه والتي شنها نظام الحكم في الشمال على ابناء شعبنا في الجنوب اليمني والذي اسُتهدف فيه كرامه اليمن ومشروعه الوطني والديمقراطي ..واغتيال للحلم الوطني اليمني في بناء الدوله المدنيه الحديثه ...وليس هذا فحسب بل عرّض الوحده الوطنيه والنسيج الاجتماعي إلى الانهيار التام وعرّض اليمن إلى إمكانيه الصراع الاهلي والمناطقي وهذا ماكان يحلُم ويريده حاكم اليمن السابق علي عبدالله صالح .

ونعلم جميعنا إن من كانوا وراء هذا العدوان الغاشم في حرب صيف 94م وإن من قادوا المؤامره تلوا الاخرى في دهاليز الزوايا المظلمه للسلطه حينها ..وإن من قام كذلك بإغتيال المشروع الوطني والديمقراطي باليمن للانفراد بقياده اليمن وإحكام القبضه عليه لكي يتسنى لهم التمكُن من نهب مقدرات وخيرات الشعب اليمني وتقاسم هذه الغنائم الوفيره بين أطراف هذه الزمره الظالمه والتي كانت ومازالت تتمثل في بعض الشخصيات الاجتماعيه.. من اصحاب النفوذ السلطوي والعسكري والقبلي في حينه (ومازالت هذه القوى إلى يومنا هذا تمارس نفس الدور ) خلافه على ان هذه القوى مع القياده السياسيه في اليمن كانت تعتمد كذلك على بعض الدعم الاقليمي الغاشم والذي لايهمه أي خير لليمن بل لاتُريد أي خيراً لليمن أصلاً .

ومن هذا كُله فقد قُمعت الحُريات السياسيه والحقوقيه واإانسانيه كذلك بذريعه هذا السبب أو هذه التسميه, وهذه كلها كانت عناوين ومبررات جوفاء لهذه الممارسه والنظام الديكتاتوري والجبروتي والذي عانى منه اليمن واليمنيين ولفتره ليست بالقصيره وسببت أثراً وشرخاً بالغاً في علاقاتنا الشعبيه اليمنيه وفي اسلوب حياتنا وسلوكنا اليومي ونشر ثقافه الفساد واحلوا كُل ماحرم الله من اجل النهب والسلب والقمع والاعتداء على الحقوق الماديه والانسانيه لجميع ابناء شعبنا .

ان هؤلاء هُم انفسهم من اراد إغتيال الدكتور ياسين سعيد نعمان حفظه الله ورعاه وهُم انفسهم من يريدوا اسكات صوت الحق والمشروع الوطني باليمن من بعد ماتحققت لهم الكثير من المطالب والمطامع والمغانم الغير مشروعه ومن خلال سلبهم وإستحواذهم على ثوره الربيع العربي باليمن _الثوره الشبابيه الشعبيه اليمنيه – ورئوا في شخصيه ياسين وبقائه وفي هذه البدايه والنور الديمقراطي والثوره الشعبيه خطراً شديداً عليهم ..وإن الاسلوب ألاوحد والخيار الوحيدهو الخلاص من هذه الرموز الوطنيه عن طريق التصفيه الجسديه لهم ...وهذا بالطبع هو اسلوبهم الذي اعتادوا عليه وهي طريقه تفكيرهم المشتركه مع السلطه السابقه فهم جميعاً مولودون من رحم واحد وهم صنيعه السلطه السابقع ومن إخراج وتكوين علي عبدالله صالح وهذا معلوماً للجميع .

إن مبتغى هذه القوى صراحه هي إعاده نفس العجله والاسلوب الذي مورس ونفذ في حرب صيف 94م وماقبلها من تصفيات وإتيالات لاعضاء المكتب السياسي قبيل الحرب وهي نفسها من تمارس أو تريد ان تنهج هذا السلوك في يمن اليوم ...وهم لايدركون ما معنى التغيير وإن اليمن قد تغير فعلاً شأو أم أبوا.. وحتى ولم تتمكن الثوره اليمنيه من إكمال فعلها الثوري ولإسباب عديده _ وإن ماهو حاصلاً اليوم في حكومه الوفاق هو عباره عن توسيع لدائره الفساد والمحاصصه وإعاده لترتيب العلاقه في ما بينهم أي (السلطه السابقه والمعرضه السابقه )- والذين هُم اليوم في سده الحكم(حكومه الوفاق ) وهُم كذلك يسلكون في نفس المنهاج الديكتاتوري البغيض ويمارسون نفس ماكان يمارس قبل الثوره من نهب وسلب ومحاصصه قياديه للوطن المعطاء..وهم جميعاً كذلك أصحاب أجندات سوداء مظلمه مليئه بالفساد والظلم والتآمر .

واخيراً لانقول للحالمون إن الله سبحانه وتعالى أبى إلا أن يتم نوره ولوكره المجرمون وان الله الرحيم بعباده لن يرضى بظلم آخر بعد ظُلم دام أكثر من ثلاثه وثلاثون عاماً , وإن الثوره قد وصل وميض بهاء نورها الجليّ النقي الطاهر إلى قلب كُل يمني ويمنيه وإن لم يكونوا معنا في ساحات التغيير ..وإن ماهي إلا مسأله وقت أرادها الله سبحانه ولحكمه عظيمه من لدنه عز وجل لكي تتعمق قوه التغيير والاراده والوحده والايمان والسطوع بالحق امام كل جائر وغابر وفاجر..وإن تفرز الشوائب وتظهر الحقائق وتجتث جميعها إلى مزبله الجحيم في الدنيا وفي الآخره عذابٌ عظيم .

وعاش الحق واشرقت الحقيقه ناصعه جليه تدمغ الباطل وتزهقه اينما ذر قرنه وتلطمه بقوه الله والشعب والعداله

وعاش الأوفياء المخلصون عاش الخيّرّون ..وعشت يا دكتور ياسين سعيد نعمان ذخراً ومنهلاً وفخراً لليمن وشعبه ونبراساً للحق والفضيله والديمقراطيه والدوله المدنيه فأنت رجلاً بحجم وطن ونحن جميعنا الدكتور ياسين سعيد نعمان .. وهيهات هيهات أن يحجب الغربال الشمس .