الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٢ صباحاً

الأقراط ،،،، والطماط ( 2 )

عباس القاضي
الأحد ، ٠٩ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
بعد أن شفى محمود غليله من ذلك الساخر بتقبيحه ،،، أشاح بوجهه عنه ورفع رأسه يمينا إلى أعلى ،،، فكانت المفاجأة ،،، إنها هي قالها بعد أن دعك عينيه ،،، ما الذي جاء بك يا نجيبة ؟ سألها وهي تتأمل المشهد ،،، تنحنحت ،،، ثم قالت : لا أدري إلا وأنا البس الشبشب ،، وأخرج أمشي على غير هدى ،،، أبحث على اللا شيء ،،، قادني إحساس غريب كأن حبلا يشدني من رقبتي ،،، حتى وصلت إلى هنا .
.

ما كنت أريدك أن تريني وأنا بهذا الوضع يا نجيبة ،، لا أريد أن يضاف انكسارك إلى جانب انكساري ،،، قالها بصوت تخنقه العبرات ،،، ثم أصلح من صوته قائلا : هذه المرة أفلت من مفتش البلدية ،،، وبضاعتي ما زالت معي ،،، أقراطك بالحفظ والصون يا نجيبة ،،، ردت عليه وهي تشد من أزره ،،،بصوت أقرب إلى الغنج منه إلى الجد : فدااااااااك يا محموووووووود ،، كما تراني ،، لبست " المقرمة " وأسدلتها على أذني " ولا من شاف ولا من دري "ثم جلست القرفصاء أمامه لتساعده في مسح الطماطم وتعبئتها في الصندوق .

من هذا يا محمود ،،،الواقف ،،،تعرفه ؟ سألته وهي تضع الحبة الطماط في الصندوق .

قال لها : هذا الحمار الذي كان يضحك علي عندما هربت من مفتش البلدية

لفت إليه محمود وهو يصيح : هيا ما زلت يا بغل قم "اقفي من قدامي " وكان بيده حبة طماطم ورماه بها على صدغه .