الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٤ مساءً

الأخوة الأعداء .. فى سوريا !

أحمد مصطفى الغر
الأحد ، ٠٩ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
فى سوريا .. يبدو أن ما وصل إليه عدد القتلى والمصابين غير مقنع للنظام الحاكم بأن ثمة إبادة جماعية للشعب تتم على الأراضى السورية ، الأمر لا يتعلق بإرهابيين أو خارجين عن القانون ، والا ليصير هذا إذن إعتراف ضمنى من النظام بأن سوريا أرض تغرق فى الارهاب و هى ـ بحسب أراء النظام ـ مرتع لكل مخرب أو فاسد ، لكن هذا ليس صحيحا ، فالشعب السورى الحر خرج ليقول كلمة حق فى وجه حاكم ظالم ورث حكم الجمهورية عن أبيه ، وكأن سوريا الجمهورية قد صارت سوريا المملكة !

قمع التظاهرات فى سوريا وصولاً إلى الحرب الدائرة ألان .. مروراً بمشاهد التعذيب المصورة بكاميرات الهواتف المحمولة و عمليات اللجوء الجماعى الى الاردن وتركيا ، بخلاف القذائف والغارات الجوية وأعمال الشبيحة و الحديث عن وجود عناصر من الحرس الثورى الايرانى تشارك على الارض وتدير وتدبر الهجوم فى غرف العمليات .. كل هذا وذاك ما هى إلا خطة كبيرة يطمح النظام السورى الحاكم من وراءها هدم روح الثورة السورية والتخلص من كل مظاهرها ، هى محاولة لاستحضار التجربة الايرانية فى التخلص من مظاهرات الاصلاحيين التى جرت على أراضيها منذ أعوام ، بل هى تنفيذ عملى لها ولكن على نطاق أوسع وبشكل أعنف وأكثر قسوة.

إذا كنت ممن يتابعون أخبار الوضع فى سوريا يومياً ، فأنا أعتقد أنك قد بت تتهوه فى أرقام القتلى والمصابين التى يتم تغييرها و تحديثها يومياً ، بل أكثر من مرة فى اليوم الواحد ، المجموع الكلى مختلف بين جريدة و أخرى و بين فضائية وأخرى ، وعموما فإن الأرقام المعلنة ليست بالضرورة هى الواقع بحذافيره ، فعدم قدرة منظمات الاغاثة على القيام بعملها إلى جانب التضييق على عمل الصحفيين والمراسلين يعيق الحصول على أرقام دقيقة لنتائج الصراع على الارض ، بأى حال سينتهى إليه هذا الصراع بين أحرار سوريا ونظامها الحاكم الغاشم .. فإن ثمة شئ لن ينساه أى سورى عاصر هذه الحقبة الزمنية من تاريخ سوريا ، السورى يقتل أخاه .. يهجره .. يعذبه .. بينما يشاهد العرب ـ بل العالم أجمع ـ ما يحدث دون تدخل فعال يمنع إراقة الدماء المستمر حتى كتابة هذه السطور ، أسترجع ألان إحدى رباعيات صلاح جاهين ، قال فيها :

انا كل يوم أسمع ... فلان عذبوه
أسرح في بغداد و الجزاير واتوه
ما أعجبش م اللي يطيق بجسمه العذاب
و اعجب من اللي يطيق يعذب أخوه
عجبي !