الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣١ مساءً

اليمن بين سندان الرئيـس ومـطرقة الزعيـم

محمد البعوم
السبت ، ١٥ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٠١ صباحاً
أصبحـت اليمـن بين مـُفترقٍ عجيـب ومـُستقبلٍ غـامض , وفي تشّظي واضـح فالثـورة الذي خرج فيهـا الشعب بمختلف فئاته وتوجهـّاته ومذاهبه وقبائله وأحزابه وشبابه الذين قدّمـوا دمـائهم وأرواحهـم مـن أجـل الحـُلم بدولة مدنيــة حـديثة تــُلبي طمـوح المـواطن اليمنــي هدفهـا إرسـاء سيادة القـانون وتطبيقة على الجميع قد أعادت إنتــاج نفسهـا ولكن بطـريقة مـُغايرة تمــامـاً حيـثُ خــرج من رحـم الثورة الثورة المـُضـادة التـي يتولـّى قيـادتهـا الزعيم جيفـارا علي صـالح , لقـد كـان خطاب الأخيـرفي إقامة إحتفال ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام مشحوناً بتراكمات الماضي وتصـوّراته , والرغبـة الجـامحة في الإستعـراض والحـرص على الظهـور الإعـلامي بأي شكل كان .

لا يمكـن لثـورة شعبـويـة ذات زخـم وضخـامة أن تفـرز ثـورة أُخــرى مـُضادة ومـُعادية لهـا فـي آنٍ واحـد إلا إذا كـان قـادتها مـُرتبكـون ومـراكـز القـُوى متـوّزعة بين الأضـداد فالتـاريخ يـُعلّمنـا دومـاً أن الثـورة يقـوم بهـا المسـكاين والفقـراء والشبـاب المملؤ بالحمـاس ويقطف ثمرتهـا أو يـُطفئ وهجهـا أصحـاب القـوى والمتنّفذيـن وهـو مـا يحـدث في اليمــن.

اليمـن يتقسـّم بالتـدريـج فالذي يحكم رئيس ورئيس آخــر بـرتبـة زعيـم , والجيـش جيـشـان , والإعلام إعلامان , وحـتى التفجيـرات والتفخيخات تقاسمت بيـن القـاعدة وبيـن العصـابة التي تقـود الإغتيـالات السيـاسية للحيـلولة عـلى الحـكم أو لمحاولة إثـارة الفوضى والبلبلة وإدخال البلد في صراع دموي مستمر .الدولـة تتراجع هيبتها ويقـلّ نفـوذهـا في معـظم منـاطق اليمـن . إنّ القلـق والتوتـّرات والإغتيـالات وتـأخير إصـدار القـرارات يكلـّف الشعـب اليمـني المـزيداً مـن الوقـت وبالتـالي المـزيد من الخسـائـر إذ أنّ الأوضـاع سيئـةً للغــاية وفي تصـاعـد وتنـامي مـُستمـّر ما يـُنذر بكـارثة وإنفجـار قـد يقـود إلـى مـالا يـُحمـد عـُقبـاه . فاليمـن اليـوم يـواجـه الكثيـر من الصـراعـات والإرهـاصات والمـمُخططـات التـي تريـد أن تثنـي الشعـب عـن ثورته الأم , في ظـلّ تجـاهل تـام وواضـح مـن قـبل الدول الشقيقـة والصديقـة ..إلأّ أنـّهُ يمكننا القـول أنـّهُ فـي أي مـرحلـة إنتقــاليـة فـإنه لا بـد مـن مواجهـة الكثيـر مـن العـوائق والعراقيـل التـي تقـف أمــام عجلـة التغييـر خصـوصـاٌ في الحالة اليمنيـة المـُعقّدة التراكيـب والتفـاصيـل ولكــن يبقـى الأمــل على الشبـاب الواعـي والصـامد لتجـاوز هـذه المرحلـة الخطيـرة والخطيــرة جــداً .