الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٦ مساءً

عن (خفايا الخبز والسياسة)

جلال غانم
الثلاثاء ، ١٨ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
المُطلق في السياسة يشبه إلى حد كبير بائع موت أو صائد حياة كفن ممكن بين غالب ومنتصر يجيد قراءة كل الأوراق وبين مغلوب لا يُجيد غير المقاومة كي يخفف عنه أذى المنتصر إلى أقصى حد ممكن .

السياسة لم تأتنا بــــــ إنجيلا جديدا أو صناعة جديدة للواقع , هي محاولة لتكريس الخطيئة والخُبث بِطرق أكثر قابليه للقبول بالدرجة الأولى .

في المقابل الخُبز كمطلب لدى الشعوب ليس لممارسة السياسة بل للعيش فقط وهنا أستذكر مثل فرنسي يقول (لا ديمقراطية في بلد جائع) أي أن الخبز قبل السياسة وهذا ما لم يعيه أغلب السياسيين اليمنيين الذي يستحضرون السياسة من أجل البحث عن الخبز ويطلبون الخبز من أجل الانتصار على الحياة .
هذا الواقع المأزوم الذي نعايشه ونصطدم بمُخرجاته وطفيلياته التي تتزايد بتزايد مشاكل البلد وتأخذ بُعد أعتى من الحل الممكن .

لماذا الوصول اليوم إلى المناصب العسكرية والمدنية التي لم نرى منها إلا الاسم فقط يتطلب أن تكون على درجة عالية من الكذب الحزبي والتنظيمي !

وهل التسول اليوم في أبواب الوزارات والمصالح الحكومية -التي تحولت إلى وسائل للفيد والنشل – بحثا عن وظيفة تقيك من برد الشارع أو من خوف المستقبل المجهول !

ما هي النقاط التي تجمع بين عاطل عن عمل وبين تنظيمات حِزبية تطعم منتسبيها كما أنهم خارجين من نكبة الحرب العالمية !

هل نحن اليوم أخطانا في لبس عبائة الديمقراطية !

هل هذه الديمقراطية أشبعت جُوعنا , أعادت مئات الآلاف الذين يموتون على الحدود بحثا عن الخبز , ملايين اليمنيين في المهجر .

ما الذي تغير بين حُكم الأئمة والنظام الديموقراطي في اليمن !

هل نظام الحُكم الديموقراطي مرتبط بشخص الدولة والمسئول الأول !

هل الوسائل الإعلامية حتى نطلق عليها اليوم ديمقراطية وثورية وتحمل أكثر من رأي !

ما الذي تغير ؟

هل المشكلة في نظام الحُكم الديموقراطي الناقص الناشئ المنقوص ! أم في الامتداد العائلي القبلي المغلف بالشكل الديموقراطي .

وما جدوى أن نكون سياسيين وديمقراطيين طالما تُسرق البلد وتُنهب في وضح النهار , تُستعمر بكل المسميات التي تسقط عباءتها عند رؤية أول امرأة أو شايب في شوارع اليمن يبحثون عن الخُبز والمأوى والأمان !

أسئلة كثيرة نريد من كل الحارسين للوزارات والمسترزقين الإجابة عليها .