الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٤ صباحاً

تغريدات ساخرة ردا على تهديدات المخلوع

منير الماوري
الثلاثاء ، ١٨ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
استمعت لخطاب الزعيم المخلوع علي عبدالله صالح الذي ألقاه أمس الاثنين أمام أعيان وصبيان المؤتمر الشعبي العام، وأطلق فيه جملة تهديدات حربية وتحذيرات وإنذارات وعبارات متناقضة تدل على أحد أمرين، إما أن الرجل قد أصيب بالجنون، وإما أنه يمهد اعلاميا لأعمال جنونية ميدانية، من قبيل تفجير الأوضاع عسكريا واشعال مجابهات بين أنصاره وخصومه، من أجل خلط الأوراق على أمل أن تحقق له الحرب هدفين أثينن أو أحدهما على الأقل:

الهدف الاول بالطبع هو الانتقام من اليمن واليمنيين بسبب المصير غير المشرف الذي أوصلته إليه ثورتهم هو وأسرته والمقربين منه.

الهدف الثاني هو محاولة خلق واقع جديد يتيح له التنصل من المبادرة الخليجية التي أوصلت رئيسا جنوبيا للحكم للمرة الاولى في تاريخ اليمن.

الخطاب المشار إليه يمكن وصفه بأنه ناري بسبب التحذيرات النارية التي تضمنها خصوصا في فقراته الختامية، ويمكن وصفه أيضا بأنه خطاب انتحاري لما يتضمنه من اعلان مسبق بالانتحار لأن التهديدات التي وردت فيه لن تحقق لصاحبها ما يرجوه وانما ستقوده على الأرجح إلى النهاية التي يستحقها، وهي الانتقال من سكنه الخاص الذي لا يستحق البقاء فيه إلى سجن أو قبر أو منفى خارج الديار.

ويبدو جليا للعيان أن صالح لم يفهم أن المبادرة الخليجية تمخضت عن انتخابات رئاسية شارك فيها سبعة مليون يمني، ولم يعد الآن مجديا التلويح بالتراجع عن المبادرة بعد خروجه من قصر الرئاسة..

ولم يفهم صالح بعد أنه لم يعد طرفا سياسيا مقبولا، وأن الرئيس هادي هو الطرف الأول في الوفاق إلى جانب القوى المنضوية إطار المجلس الوطني كطرف ثاني، ولا مكان لثالث في المعادلة.

أثناء استماعي للخطاب عبر تسجيل في موقع يوتيوب، كتبت مجموعة تغريدات عبر موقع تويتر تتضمن تحليلات لجمل وعبارات ومعاني وردت في الخطاب، حسب فهمي لها، وأتمنى صادقا أن أكون خاطئا هذه المرة في فهمي للرجل:

ومن بين التعليقات التي أرسلتها لمتابعي موقع تويتر ما يلي:
من منكم يعطيني هاتف الرئيس المخلوع لإفهامه بأنه كان المشكلة ولن يكون الحل. سأقول له اسكت! أو بلهجة الأضرعي: اتنومس! http://www.youtube.com/watch?v=B8dTKY_r_yo …

نريد إفهام صالح أن الرئيس هادي كان مرشحا توافقيا وأصبح رئيسا منتخبا. التوافق تم لانتخاب هادي وليس للانتقاص من صلاحياته. http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Xfbxwo4vink …

إذا لم يتمكن صالح من تدمير اليمن فسوف يدمر المؤتمر. http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Xfbxwo4vink …

نكرر ونحذر وننذر أي زعيم عصابة في اليمن : المشير هادي كان مرشحا توافقيا للرئاسة ولكنه الآن رئيسا شرعيا منتخبا بصلاحيات غير منقوصة.

تهديدات خطيرة في خطاب حرب للرئيس اليمني السابق عشية اجتماع مجلس الأمن لمناقشة تقرير بن عمر: http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Xfbxwo4vink …

مقطع اليوتيوب في التغريدة السابقة يحوي تسجيلا صوتيا وليس نصا لخطاب حرب استمع اليه الآن، وسأخصص له التغريدات القليلة اللاحقة، فترقبوا!

وقبل البدء في تحليل مضمون ما توفر من خطاب الانتحار، أرى من المناسب إعادة ارفاق رابط الخطاب نظرا لخطورته القصوى: http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Xfbxwo4vink …

أثناء الاستماع لخطاب صالح الانتحاري، استوقفتني عاصفة ذهنية تقول إن أمريكا تحتاج طائرة واحدة فقط دون طيار للقضاء كليا على الإرهاب باليمن.

الحرب التي يخطط صالح لتفجيرها سيكون وقودها جموع شبيهة بأولئك الذين خطب فيهم من شيوخ قبائل وشخصيات اجتماعية ومؤيدي المؤتمر قبل الزج بالحرس.

ما يسميه صالح (تصعيط) هو تمهيد للحرب. وقد يتزامن مع غياب الرئيس هادي في رحلته الخارجية الأسبوع المقبل لبريطانيا وأميريكا وفرنسا وألمانيا.

الاجتماع الذي القى فيه صالح خطاب الانتحار أمس لم يكن اجتماعا استعراضيا كما جرت العادة بل لإطلاق تهديدات يجب أن تؤخذ مأخذ الجد.

بدأ صالح خطابه الانتحاري بنبرة ندم جلية على توقيع مبادرة خلعه من السلطة، قائلا إن المعارضة لم تف بما عليها.

المبادرة الخليجية تمخض عنها واقع جديد لا سبيل أمام صالح للقفز عليه سوى خلط الأوراق بتفجير الأوضاع ميدانيا وتنفيذ اغتيالات وتصفيات واسعة.

أشار صالح إلى جزئية ثانوية عن المبادرة الخليجية تكمن أهميتها في تذكره لها، وهي أن توقيع قيادة المؤتمر سبق توقيعه، وكأنه يحملهم الخطأ.

أعتدنا من صالح أن يتفوه بعكس بما يعنيه، ولهذا سأورد بعض ما قاله حرفيا وأضع بين قوسين ما يقصده حسب تحليلي لنفسيته

صالح: أنا شخصيا وقعت على المبادرة وذلك لتجنيب الوطن ( نفسي وأسرتي) إراقة الدم اليمني لأن الدم اليمني ( الأسري) غالي.

صالح: كلما قلنا عساها تنتهي قالت الدنيا هذا مبتداها. ( هذا مثل معروف كان يجب أن يسمعه صالح منا لا أن نسمعه منه، لأنه هو المتشبث بالبقاء)

صالح: يبدو أنهم سائرون في مخطط خطير لجر اليمن إلى فتنة أو حرب أهلية.( واضح أن صالح وأعوانه سائرون في مخطط كهذا لأنه يخدمهم)

صالح: لقد نفذ المؤتمر الشعبي العام الانتقال السلمي للسلطة، وجرت انتخابات (مادام انك فهمت ذلك فلم لا تصمت؟ أتبحث عن نهاية أخرى بلهجة دثينة؟)

صالح: دعونا كل المواطنين والمواطنات إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع وذلك لانتخاب رئيس توافقي هو الأخ عبدربه منصور هادي، وتم ذلك بالفعل.

يبدو أن صالح أوهم نفسه بأن ملايين اليمنيين تقاطروا لانتخاب هادي تلبية لتلك الدعوة، غير أن ماجرى كان تصويتا لخلعه أكثر مما كان تنصيبا لهادي.

وأكرر للمرة الألف بأن المرشح يمكن أن يوصف بالتوافقي ولكن هذه الصفة تنتهي بمجرد نجاحه في الانتخابات، فالتوافق لا يعني الانتقاص من الشرعية.

صالح: تم تشكيل لجنة عسكرية لإزالة التوتر..ولم يتم شئ. (اللجنة العسكرية ياصالح تعمل على إزالتك من القوات المسلحة، وعند الانتهاء يزول التوتر).

صالح: المواطن في حالة قلق وترقب ماذا سيحدث؟ (المواطن لم يعد لديه ما يخسره أما أنت فلديك مال وفير وحصانة ستخسرهما، وهذا سبب القلق والترقب)

صالح: نحن سلمنا السلطة طواعية وانتقلنا إلى مساكنا الخاصة لنتابع مجريات الأمور ( نتآمر على توتير الأوضاع) وكل اسبوع أو اسبوعين تصعيط (تصعيد).

ربط صالح لا شعوريا بين التصعيد وبين انتقاله إلى مسكنه الخاص. وهذا هو الخطأ، لأن مكانه الطبيعي هو السجن أو القبر كي تنعم البلاد بالاستقرار.

صالح: التصعيد يتم بالمسيرات والشعارات والإعلام غير المسؤول عبر القنوات (اليمن اليوم) أو الصحافة ( صحيفة اليمن اليوم) ومواقع (لنا) الكترونية.

صالح: لقد سلمنا السلطة وجاءت قيادة جديدة وانتهى الموضوع ( نحن مقتنعين بهذا ولكن المشكلة كيف نقنعك به، فأنت تقول بلسانك ما تكذبه أعمالك)

صالح: نفذوا ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية، ( لم يتبق سوى بندين هما أحمد ويحي، ولكن ما دخلك أنت لقد قلت قبل قليل انتهى الموضوع).

صالح: هناك خبر إعلامي عن عقوبات على من لا ينفذ المبادرة الخليجية..( يكاد المريب أن يقول خذوني)

صالح: يبدو لي أنه هناك إرادة لبقاء الاعتصامات في حي الجامعة وغيره ككرت في أيدهم لشئ لا يعلمه إلا الله.(وما دخلك في هذا بعد أن سلمت السلطة؟)

صالح: نحن ندين إدانة كاملة ما تعرضت له السفارة الأمريكية من عمل همجي ( أول مرة أسمع من يدين نفسه )

صالح: لن يخرجوا من الساحة ( يقصد شباب التغيير) إلا بعد استكمال الاجندة الخاصة بهم ( يقصد أهداف الثورة) التي رسموها مع الآخرين (مع المعارضة).

صالح: هناك من يريدون فتنة باليمن وإراقة الدم لأنهم غير راضين عن نقل السلطة. ( المعارضة غير راضية عن نقل السلطة لانها تريد عودة صالح !!!)

صالح: على القيادة السياسية أن تتحمل مسؤوليتها في إدانة الطرف الذي لن ينفذ التزاماته في المبادرة الخليجية (يقصد لم، فهو لا يفرق بين لم ولن)

من الواضح ان صالح يحاول استباق أي قرار دولي يدين ادانة معرقلي انتقال السلطة بالزعم أن المعارضة تعرقل نقل السلطة من صالح إليها.

صالح: نحن نريد أمن واستقرار لهذا الوطن. كفى ما حصل للبلد من اشكالات. (هذا شئ مرعب لأننا نعرف أنك تقصد العكس، ويجب أن ناخذ العكس مأخذ الجد)

صالح:النظام السابق لا يفكر لا من قريب ولا من بعيد. ( نحن نعرف ذلك فما الجديد في الأمر؟ لو كنتم تفكرون لما اندلعت ثورة لإزاحتكم)

صالح يتساءل: ماهي الأجندة التي لم تنفذ؟ تريدوا إراقة الدم؟ تريدوا المواجهة؟ ( الرجل يسأل نفسه ويجيب على نفسه ويكشف أجندته القادمة).

صالح: لقد وحدنا اليمن سلميا لا غالب ولا مغلوب وانتهى الموضوع ( لم ينتهي الموضوع لأن الحرب والدماء جاءت لاحقا ومن شب على شئ شاب عليه).

صالح: هناك في يدعو لفك الارتباط ومن يدعو للفدرالية أو الكونفدرالية فما دور حكومة الوفاق في الحفاظ على الوحدة؟ (هذا تهديد بتغذية تلك المطالب)

صالح: لماذا لا تبحث حكومة الوفاق في أسباب أنين الشعب؟ (السبب هو انت وما تركته لنا من تركة فاسدة على مدى ٣٣ عام ولا يمكن إصلاح ذلك في سنتين).

صالح: مهمة القيادة و الحكومة حل مشاكل الناس. (ياسلام على المعرفة المتأخرة من شخص أمضى ٣٣ عاما يخلق مشاكل وازمات وحروب للناس).

صالح يحذر من تصدع يتعرض له اليمن ، فيا ترى من يقف وراء هذا التصدع؟

صالح محذرا: نؤكد للرأي العام العالمي والمحلي تحميل القيادة السياسية وحكومة الوفاق مسؤولية أي تصدع يتعرض له اليمن في العاصمة أو غير العاصمة.

مخاطبة صالح للرأي العام العالمي هو في حقيقته ابتزاز للرئيس هادي لمنع اتهام صالح بعرقلة نقل السلطة، أما التصدع فهو تهديد بحرب داخل العاصمة.

وفي سياق التهديد المبطن فإن صالح يتحدى القيادة السياسية كشف أسماء مرتكبي جرائم يشار لمسؤوليته عنها سواء تفجير أنابيب النفط أو الكهرباء.

كما تحدى صالح إحالة مرتكبي الجرائم المشار إليها إلى المحاكمة وتقديم أدلة دامغة عن تورطهم وكأنه يقول: إذا اردتم الحرب فافعلوا ذلك.

عندما يزايد صالح بأن القانون والدستور فوق الرئيس والمرؤوس فهو يهدد الرئيس هادي قانوني لمنعه من كشف أدلة تدين صالح في الجرائم الأخيرة.

ولتوضيح النقطة السابقة يواصل صالح خطابه الناري بقوله ليس هناك قانون انتقائي بل يطبق على الجميع، وربما أن يلمح إلى أنه لن يكون الضحية الوحيد.

صالح: نحذر وننذر من أي غوغائية أو فوضى فهذه مسؤولية القيادة.(الترجمة: أي إجراء دولي ضدي سنرد عليه بالفوضى والغوغائية وهادي سيدفع الثمن.)

صالح: الفوضى إذا اشتعلت لن تطفى نارها. (كلام ينطوي في سياق التهديدات النارية لمنع اتخاذ اي اجراءات قانونية أو غير ذلك ضد المخلوع.)

صالح محرضا: انفضوا عن كاهلكم الغبار يا مؤتمريين، وتحملوا المسؤولية في قراكم ومحافظاتكم، وفي طرقكم. (كلمة طرق تشير إلى خطط حربية لا سياسية)